21‏/09‏/2009

رأي / عبدالرحمن مجيد الربيعي

دابـادا . . روايـة عـراقـية

عبدالرحمن مجيد الربيعي

تسنى لي أخيراً أن أقرأ العمل الروائي ألأول (دابادا) لروائي عراقي جديد هو حسن مطلك. لقد قرأت هذه الرواية بين دفتي كتاب بعد أن قرأتها مخطوطة قبل عامـين أو أكثر، حـيث كـان في نية مـنتدى الأدباء الشـباب طـبعها. إن أول انطباع يسجل لصالح هذه الرواية هو كونها رواية مختلفة، لا يمكن أن تذكرنا بأي عمل روائي آخر أو انها لم تتعكز على إنجاز روائي سابق.. انها رواية وحيدة مكتفية بما حملت، راضية بأن تقتات على مخزونها.. حتى لو كان بسيطاً. لقد جاءت هذه الرواية صرخة وحيدة وسط كم من الأعمال الروائية العراقية التي اتفقت على المنطق وتلاقت في الشكل والتقنية واللغة.. انها غريبة مثل اسمها (دابادا). فهذه اللفظة ـ الاسم ـ هي صرخة اللامعنى، انها المنطق الأخرس الذي لا تستوعبه أذن أو يضمه فؤاد. هل أن نشر رواية كهذه مطلوب؟ أعتقد أنه كذلك، فلابد من طموحات كتابية على مستويات الإبداع كافة من القصيدة إلى الرواية، فالتكرار مهما كان جميلاً يورث الملل.
ان (دابادا) رواية فيها ادعاء وفيها ضعف وفيها هراء لكنها تجاوزت حالتها هذه عندما تقاطعت مع المألوف الروائي لتقف وحيدة في صحرائها. ان (دابادا) رواية لا تجد لها قارئاً، ومع هذا فهي مقدمة لقاريء ما، كاتبها يقول: أنه "كتبها ليحمي نفسه من القراء". ولكنه وعندما أقدم على نشرها في كتاب، وقع في فخ هؤلاء القراء وإلا لمن نشرها؟ ولماذا؟… لقد أحببت هذه الرواية العصية ولم أفرد لها مقالة، بل نبهت لها حتى لا يسورها الصمت الأبله وتطوقها شرنقة القراءات غير الذكية… وآمل أن أعود إليها في مقال آخر عندما يصفو المزاج.
---------------------------------------------
* نشر هذا المقال في جريدة (القادسية) العدد2683 بتاريخ 17/10/1988م. بغداد.

***********************************

"... ثم تلت ذلك تجارب جمعة اللامي التي غذت هذا التجريب المتحمس لا على مستوى القصة فقط، بل وعلى مستوى الكتابة العراقية عامة.. ثم توالت الأسماء والأعمال، لكنني أفقد غالباً التجريبي الحقيقي بينها، وأستثني من ذلك رواية (دابادا) لـحسن مطلك".
-----------------------------------------
*عن كتاب الربيعي (من النافذة إلى الأفق.. قراءات ومواقف)1995تونس.

********************************

"... حسن مطلك قدم تجربة طليعية في الرواية العراقية عنوانها (دابادا) يوم أهداها لي ناشرها في لبنان فوجئت بها، إذ انها وضعتني أمام تجربة لافتة للإنتباه ورؤية للكتابة الروائية كان من الممكن أن تتبعها تجارب لاحقة، إذ انها شكلت اشتغالاً جديداً على اللغة ـ لا التراثية كما يفعل بعض الروائيين في مشاريع لم أستطع الاقتناع بها ـ بل أن اللغة عنده هي لغة الكتابة الحديثة ولكن بتوظيف وصياغات جديدة. لكن حسن مطلك كان مصيره (الإعدام) وانتهت حياته في حمأة اختلاطات الحرب".
------------------------------------------
*عن مقال للربيعي في جريدة (الزمان) العدد279 بتاريخ 19/3/1999م. لندن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* نشرت في مجلة (ألواح) العدد 11 سنة 2001م مدريد.

ليست هناك تعليقات: