04‏/03‏/2009

كلمة / من موجز


قوة الضحك في أورا للراحل حسن مطلك

.. الإجابة بقدر وضوحها وجنوحها ... تظل حائرة !!

عن موقع (موجز) الأدبي

رواية قوة الضحك في أورا، للراحل الروائي حسن مطلك، تحيرك بتأثيرها الإنساني، وعمق كتابتها الوجدانية، وقبل هذا وبعده تحيط بشعور من الألم والحزن... لكن هذه الحالة التي تتلبسك كقارئ تتلاشى وتصبح عابرة أو تضمحل وتصبح لا شيء أمام واقع شكله ورسم ملامحه هذا المبدع الذي أوجدها، فهذا الراحل يقول، في مطلعها: "لو تعرفون، فقط، مقدار الشقاء الذي عانيته لكتابة هذه الرواية؛ كم من الألم، وإعادة الكتابة، ومحاولات تجميع الشخصيات الغريبة المتنافرة، والسهر الدائم لاصطياد فكرة أو جملة". إذاً فالمسألة لم تكن كتابة رواية أو تأليف منجز وحسب، كانت المهمة احتراق لهيب، من أجل غاية من أجل هدف.. لكن ما هذه المهمة القاسية على قلب رقيق مثل قلب الروائي مطلك، هو نفسه يجيب قائلا:" لن أحاول هنا أن أكتب رواية، ولا أريد إرضاء أحد، وربما كانت فكرة إزعاجكم هي الأقرب فيما لو فكرت أحيانا أن أسمح لكم بالاطلاع على ما أكتب، دون أن آخذ في الحسبان، طبعا، أن أسمع مدحا أو قدحا؛ لأنني لست بحاجة إلى من يصف بطولتي في مسألة الانتصار على الألم.. فقد كان ذلك رغما عني". ومرة أخرى في تمهيده القصير في هذه الرواية، تماما كحياته القصيرة التي انتهت على يد الظلم التي امتدت إلى كيانه العذب الرقيق، يوجعنا هذا الروائي.. ولكنه يعود مرة أخرى ليؤكد لنا قائلا:" صدقوني لقد اشتغلت بمشقة لكي أنسى أنني أمام تاريخ هائل معقد وذاكرة توشك أن تكون مريضة بالخيال، فوضعت حملا بوزن الجبل على رأس المفترض( ديام) الذي هو أنا، كيف أنكر؟ وآدم هو أنا، وأوليفر هو أنا... وكلهم، فريق من شخوصي لازمتني ليلا ونهارا، أيقظوني من نومي لأكتب، ولكن لمن؟.. لا أدري".لكننا مرة أخرى نتذكر أن نسأل هذا الروائي الذي فقدته المكتبة العربية والأدب العربي، من هو أورا؟ فيرد قائلا:" أورا هو كل مكان لم أره، تاريخ مفتعل، بل رقعة ألم تأخذ شكل القبر، لأن المعادل الكلي لما قلت هو الموت المخيف، والرفس، ومحاولة الهرب إلى مكان بلا ذكريات.. وليس ( أرا) إلا ذكريات جارحة كبرت فتحولت إلى كوابيس"...... ألا تشعركم هذه الكلمات أن الروائي حسن مطلك، كان يتوقع موته، وكان يحاول أن يجيب عن أسئلة قد لا تجد جوابا.. ألم يقل قبل قليل " الموت المخيف" أؤكد لكم انه رغم وصفه للموت بأنه مخيف، أنه لم يتردد أو يتراجع أو حتى يفكر... لقد سار على خطى الكبار الذين يحاولون أن يغيروا قتامة الظلم وأن يطفئوا لهيب الجور.. والذين انحازوا إلى الضعفاء والمساكين والمشردين، فلم تكن نار الحقد والغضب لتقوى إلا على صفاء قلوبهم ونقاء أرواحهم ليمضون بسعادة وفرحة بالغة... الروائي حسن مطلك لم يمت... نعم .. صحيح لقد رحل.. وحسب، وبقي لدينا إنتاجه الإنساني خالدا.. أما أولئك الذين عقلوا أحقادهم فمن سيذكرهم؟!.... بعد إنهائك قراء "قوة الضحك في أورا" ستسأل نفسك لماذا لم أضحك؟ لماذا أبكي؟ والإجابة بقدر وضوحها.. بقدر جنوحها.. بقدر ألمها... ستظل حائرة.
---------------------

من كلمة الناشر

قوة الضحك في أورا

هذه هي الرواية الثانية للكاتب العراقي الرحل حسن مطلك، وهي لا تقل أهمية عن روايته الأولى الشهيرة (دابادا) التي شكلت حدثا بارزا وهاما في الأدب العراقي منذ صدورها سنة 1988 لما تميزت به من فرادة وتحديث في مستويات السرد واللغة والتقنية والموضوع.وتأتي الآن ( قوة الضحك في أورا) التي جمعها شقيقه الدكتور محسن مطلك الرملي، من بين الأوراق التي تركها الراحل، متبعا إشارات ومخططات كان المؤلف يضعها أثناء إعادته المتكررة لكتابتها.إن هذه الرواية تؤكد مرة أخرى عمق وقيمة مشروع حسن مطلك وأهميته كروائي متميز، فمن بين الكثير مما تزخر به الرواية نجد رؤية مختلفة عن السائد في تناول علاقة الشرق والغرب، حيث يطرح حسن مطلك هذه العلاقة على أرضية البعدين الإنساني والحضاري، موحدا بين الأزمنة، متخذا من أرض عاصمة الآشوريين مكانا لحركة شخوصه، وقد كتبها مدفوعا بعذابه لما يحدث لها، قائلا:"هناك ذكرى بعيدة، منذ أن كنت طالبا في الصف الثاني الأبتدائي؛ شهدت رجلا وجد صندوقا مرمريا جميلا وباعة بأربعة دنانير إلى رجل انجليزي.. آنذاك تعذبت.. وما زلت أتعذب".
ويمكن الحصول على الرواية من ناشرها على هذا الرابط
http://www.aspbooks.com/books/bookpage.aspx?id=145165-106480

ليست هناك تعليقات: