28‏/02‏/2009

كلمة / قاسم محمد عباس



من ملف صحيفة (المدى)

حسن مطلك... صوت طاهر انتصر للإبداع
.. شهيد الشرقاط
لماذا حسن مطلك؟
قاسم محمد عباس

لأنه روائي ومبدع عاش الكتابة باشتراطات الحياة. آمن أن مواجهة الدكتاتور والعمل على إزاحته جزء من عمل المبدع.لقد عاش حسن مطلك أيام الطاغية، وفي ذروة جبروته تحداه في الكتابة والحياة.ما يدعونا لاستذكار هذا الروائي الشهيد هو إنه لم يعبر معنا إلى ضفة الخلاص من الطاغية. لم يشهد معنا نهايته على الرغم من أنه غامر برأسه لفعل ذلك. وآمن بزواله. وضرورة زواله. مثلما غامر في فنه الروائي ليخرج برواية تركت صدى كبيراً لم يزل إلى الآن.لقد عاش صاحب “دابادا” بخبرته ككاتب وإنسان. واستطاع أن يخرج على المجموع في كتابته وسلوكه وإيمانه بذاته. استعاد بقوة ذلك الدور المؤثر للمبدع، بمهارة وفن جديدين مغايرين، ولقد شاءت الظروف أن يعدم حسن مطلك ويغيب جسده على يد النظام الطاغية، لكنه بقي محرضاً كبيراً لجيل من الأدباء عاش وتربى على عوالم ولغة “دابادا”. وحافظ على حضوره الملح في الأدب العراقي المعاصر، وقدم هزة عنيفة للضمير المبدع، للشرف، وللعقل المثقف.وعاشت رواية “دابادا” مع جيل جديد من الأدباء عاد من الحرب وهو يحتفظ بوعيه وذكائه، مؤسساً لعلاقة جديدة بين الكاتب ولغته وسلوكه، بين المبدع ووضوح غايته. حتى غدت “هاجر” أو “عواد” وهما من أبطال رواية “دابادا” يطرقان بعنف ذاكرة الأدباء، ويدفعان بالروائيين لمواجهة أنفسهم وفنهم. يصرخان لسنوات طويلة في وجه الدكتاتور.إن استذكارنا لهذا الروائي هذه الأيام ربما سيدلنا على حقيقة التزام المبدع والمثقف بقضاياه. ربما يقدم لنا حلاً ما لأيام المحنة والأزمة حينما تطبق. أو يثير فينا الأسئلة الحقيقية، أسئلة تتعلق بمواجهة مصاعبنا ومصائرنا. أو يدلنا على كيفية إعادة إنتاج إبداعنا. أو يقول لنا: إن الإبداع مرتبط بالشرف، وبالضمير، والموقف.إن دم حسن مطلك لم يذهب هدراً. وإنما يحيا في عروق أدبنا وثقافتنا وحياتنا، ليلهمنا أو يدلنا على الطريق.
----------------
في مسألة الانتصار على الألم"
حسن مطلك
سيرة روائي
حسن مطلك روائي عراقي ولد في قرية سديرة في الشرقاط شمالي العراق عام 1961. تخرج من جامعة الموصل عام 1983 وهو قاص وتشكيلي أيضاً، طارت شهرته على إثر إصدار روايته “دابادا”، كتب العديد من القصص والمقالات. وأقام معرضه (التشكيلي الشخصي الأول عام 1983، واشترك بثلاثين لوحة مع قصيدة طويلة للناقد سعيد الغانمي. أصدر مع مجموعة من أصدقائه مجلة “المربي” ونشر فيها مقالتين: الأولى عن الفن التشكيلي، والثانية قراءة لرواية الطيب صالح، موسم الهجرة إلى الشمال له أكثر من عشرين قصة نشر بعضها في الصحف والمجلات.أما روايته “دابادا” فقد صدرت عن الدار العربية للموسوعات في بيروت عام 1988 لتثير ضجة كبيرة في الأوساط الأدبية. إلى الحد الذي وصفها البعض بأنها واحدة من أهم الروايات التي ظهرت نهاية القرن العشرين.له الكثير من الأعمال لم تزل مخطوطة منها:“العين إلى الداخل - ومضات حرة” يوميات.“الكتابة وقوفاً” دراسات في الرواية تكشف عن رؤيته الخاصة للرواية.“كتاب الحب - ظلالهن على الأرض” كتاب في العشق.
------------------
*نشر في صحيفة (المدى) العدد 104 بتاريخ 3/5/2004 بغداد.

ليست هناك تعليقات: