30‏/01‏/2011

(العين إلى الداخل) حسن مطلك / عرض: حسين العنكود

(العين إلى الداخل) حسن مطلك
حسين محمد العنكود


عن منشورات (مؤسسة الدوسري للثقافه والابداع ) في البحرين صدرت مؤخراً الطبعه الاولى من يوميات وقصائد المبدع العراقي الكبير الراحل حسن مطلك، ويعد هذا الكتاب هو السادس بعد روايتيه الشهريتين (دابادا) و(قوة الضحك في اورا) وأعماله القصصيه (أبجد حسن هوز والحب هو الركض على حائط) ومذكراته الحرة في الحب (ظلالهن على الأرض) ومجموعته الشعريه (أقنعة.. أنا وانت والبلاد)... صدر الكتاب الجديد الذي يحمل عنوان (العين الى الداخل) كتابة حرة/يوميات وقصائد، والذي جاء بـ 141 صفحه وسييوزع في جميع المكتبات، يتناول تجربة الكاتب ويومياته وعذاباته وتمارين الكتابة وسفره العظيم في البحث والتقصي وانطباعات عن الكتابة وعن الالام التي عاشها أثناء كتابة روايته الشهيرة الأولى (دابادا) وعن العزلة والمجتمع والحب والحاجة والطموح باسلوبه المتميزوبلغه فائقة في الدقة والوصف.
ويفاجئنا وهو ابن الـ 22 عاماً كيف كان يفكر بعبقرية مدهشة حقاً، ويتكلم بطريقة الكبار.. يقول في إحدى يومياته: "انغام شوبان في غرفتي، وأنا وحيد وحزين.. حزين.. لقد قتلني (أوسكار وايلد) في (صورة دوريان جراي) انتهت الآن.. بأنغام شوبان.. لقد قتلني.. وأنني أنتحب.. أنا محطم.. وأريد أن أكتب.. يالغيرتي من هذا الفذ.. يالغيرتي من هذا الأديب الذكي العجيب..! أنا رجل رديء لا أصلح لشيء. أبكي.. وهاجس الكتابه يصلبني."
إنه عمل بحاجة إلى قراءة جادة يعيدنا بقوة الى مراجعة كل ما أنتجه حسن مطلك وضمه إلى حزمة الأدب العالمي بجدارة.
من الجدير بالذكر أن هذه المذكرات قام بجمعها واعدادها وتقديمها للنشر د.محسن الرملي شقيق المبدع الراحل حسن مطلك وهو أكاديمي وأديب مقيم في إسبانيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نشرت في (مركز النور الثقافي) بتاريخ 9/1/2011م.
حسين العنكود

مذكرات نادرة لـ حسن مطلك

مذكرات نادرة لحسن مطلك

بعد عشرين عاماً من رحيله
عن مؤسسة الدوسري للثقافة والابداع

صدر حديثاً عن مؤسسة الدوسري للثقافة والابداع كتاب "حسن مطلك..العين إلى الداخل" ويعد الكتاب مجموعة من اليوميات والقصائد التي جاءت على هيئة كتابة حرة جمعها وأعدها للنشر الدكتور محسن الرملي.
ويعد هذا الكتاب ذي أهمية بالغة، حيث يكشف في أوراق ومذكرات ويوميات الروائي العراقي الراحل حسن مطلك ويقدمها للقارىء كما هي بأمانة شديدة كون الذي أعدها للنشر شقيقه الدكتور محسن الرملي بعد أكثر من عقدين على رحيل مطلك.
ويضعنا حسن مطلك تحت سطوة هذه الكتابة الحرة، واليوميات الدافئة التفاصيل بدءاً من سنة 1983 إلى عام 1989 وهو العام الذي اعتقل فيه.
حيث ينطلق حسن مطلك في تدوين تلك اليوميات مبيناً أفكاره ومشاهداته ومصادر ثقافته.
ويحتوي الكتاب الذي يقع في 141 صفحة من القطع المتوسط، في شقه الأول يوميات حسن مطلك بينما ينفرد الشق الثاني من الكتاب باثنين وعشرين نصاً شعرياً بلغة شعرية باذخة وعميقة قدم لها الدكتور محسن الرملي.
يقول مطلك في مذكراته المكتوبة في الرابع من يونيو عام 1983: " انتهت دراستي الجامعية. جالسٌ في غرفتي، في قريتي، اقرأ وأستمع إلى الموسيقى. لقد عزمت على شيء.. وإني لأرتجف حتى في الكلام عنه: أن أكتب رواية.. يا للهول..!
روايتي الأولى ستكون كافية لقتلي أو إحيائي.. وإنني خائف أيما خوف!
إنني أستجمع قوتي للوثوب، للافتراس، للبدء في الكتابة.. يا له من عمل شاق...! أتهرب منه مثلما أشتاق إليه.." موغلاً في تلك العوالم، مشرعاً لقارىء هذه اليوميات نوافذ على تلك التفاصيل ملامساً تلك الروح، مدفوعاً للكتابة دون أن يدري سبب اشتغاله بالكتابة أمام احساسه بالعجز الكبير أمام الكتابة بوصفها "كائناً خرافياً" كما جاء على لسانه في اليوميات.
وفي تقديمه للجزء الشعري من الكتاب ينقل الدكتور محسن الرملي عن حسن مطلك قوله: "الشاعر: شخص كتب قصيدة عظيمة ثم أضاعها."
ويضيف الرملي "هذه جملة نصوص شعرية، مضاعة- ربما عن قصد- عثرنا عليها متناثرة بين ما تبقى من أوراقه ودفاتره، منها أوراق لا صلة لها بالأدب كدفتر بأسماء الدائنين أو دفتر لرسومات خرائط البيوت مثلاً.. وهي بذلك توحي لنا بأنها قد كانت دفقات إبداعية لمشاعر وأفكار وحالات انتابت حسن مطلك فاحتواها الشكل الشعري، في حينها.. على عجل؟!، وتُركت كمسودات خام، مكتوبة كيفما اتفق، منها ما لم يكتمل بعد، ومنها ما شُطب عليه، ومنها ما هو بلا عنوان أو تاريخ، كتبت بعضها بشكل القصائد والآخر بالصيغ النثرية...
ومنها ما فقد حتماً.. لكنها جميعاً قد كتبت لمرة واحدة فقط دون إعادة.. ولو كان هو بيننا الآن لرفض أن نجمعها ونهتم بها. كل ذلك لأن حسن مطلك لم يزعم يوماً بأنه شاعر.. مع أن المعروف عنه بأنه قارىء نهم وناقد ذواق للشعر ومالك لزمام لغة مدهشة."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نشرت في جريدة (الآن).. وغيرها، بتاريخ 30/1/2011م.

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=67088&cid=33#

مؤسسة الدوسري للثقافة والابداع
http://aldosariculture.com/home/
والتي يمكن مراسلتها على هذا العنوان
info@aldosariculture.com

26‏/01‏/2011

بورتريه إلى حسن مطلك / مهدي النفري

أنحني كزهرة لأصافح قلبي

بورتريه إلى حسن مطلك

مهدي النفري
-1-
الجمرة فوق جناحي الفراشة أتذكر جيدا في يوم ما سيأتي بأني كنت اراهن كثيرا على الماضي السحيق الذي لم يصل اليه احد / نعم انني ما زلت الشاهد الوحيد على ارجوانية الماء وقدح الفراغ وهو يمتلىء بكل اليقين / لست شيخا او حكيما كل ما اعرفه أنني طفل.
نعم ما زلت طفلا افكر كثيرا في كتابة اسمي بل اجزم انني ارسمه لاني لا اجيد الكتابه بين اربعة جدران وربما اكثر العدد، او قل ما اعرفه جيدا أن الارقام تعني لي اشواكاً زرعها الغير وعليّ جني الثمر / ولأنني اول حرف نطقته وأول همهمة خرجت بين شفتي (السؤال).
قال لي ابي (أرى ... ترى ... لا ترى ... الرؤيا...) وهو يهديني الهدية الاولى والاخيرة في حياتي حتى انه لم يشتر قط اي هدية في حياته لأحد لكنه فعلها معي ربما لأنني سيىء الحظ لدرجة أنني كلما رفعت رأسي لأرى هدب عيني وجدته ينفر مني بعيدا جدا ابعد من بصيرتي لي / اركنت هدية ابي الى قلبي. امسكت بالنبض ورزمت حلما طويلا فضفاضا كثوب يشبه الابدية وغموضها /
ما من مكان آمن لهذا المطر
ولا لتلك الشمعة وهي تجري خلف فراشة ميتة
كنت ارى الباب يقتطف منا حناجرنا / رأيتُ صمت امي وهو يصرخ من عباءتها
رأيت اغصان العزلة تشد اجنحة العصافير إليها
لكن لم اكتف بسقم اللغة ولا حتى اثر خطواتي وهي تنشد الافق موسما لها كالربيع

-2-
....................................................
نبوءات لم تدخل في اللوح المحفوظ
هناك كل شيء غامض
كل شيء واضح فقط للضرير
كل مرة اعانق الصباح
احتضنه مفلسا بعد صراع لم افكر في انهائه مع الليل
مهمتي انتهت
اعلن للجميع ان كل ما دوّنته لم يكن اكثر من صرخة سمعتها وحيدا / لست مهووسا بتعاليم الظل ولا نبوءات لم تدون في اللوح المحفوظ. إنني اشير فقط الى سديم احاول منه الوصول الى ألسنتكم التي تركتموها خلفكم في الجنة / لا ادعو احدا الى الحلم و التفكير في الرأس الوحيد الذي لا حقّ لكم في امتلاك افكاره /لا تجهدوا انفسكم فكثيرا مما ترون هو ظل لعظام ميتة تتحرك الان بينكم /
...............
جحيم بحجم وردة النسيان
لم يحصل لي أن اكتب عنك انت / الشعر عدوي الاول حين تكون انت الاختيار/
ثمة عالم وقمر وازهار وبحر وسراب ومطر وغيرها كل ذلك دونه الاخر فما بقي لي من جديد / ربما اللامبالاة او هذا الثوب الذي ارتديه وهو من براعة اناملك / كلا ان ما ادونه الان لا يفصل بين صيف وشتاء ولا بين مطر وحلم/ اريد شيئا آخر مثلا غابة اعد عدد اشجارها واغصانها / اعشاش بلابل في ارض محمية لا حق لأحد الوصول اليها / ضباب في اول انكساراته وهو يعانق الفجر/

جحيم آخر بلون عينيك
في احشائي تعيش زهرة التولب
ربما لو حضر
Walt Whitman
لكتب معي حقيقة ما صنعته القصيدة في اصابعه
انا هنا تحت سلم المطر
لا حاجة لي بحفنة الرماد
ولا ارصفة الغرقى بأحلام الغرباء
انني اترقب فقط نهارا بلا قراصنة
وهواء نقيا بلا صدمات

اشياء جميلة كجثة فاسدة
لست صديقا لأحد ولا عدوا كذلك / اعرف فقط انني نجمة لا يراها احد ولا ترى نفسها / هناك في سماء الفكرة تسقط لغتنا كجثة فاسدة / كل الذين رتبوا اعمارهم في شجرة الميلاد نسوا ان يعلقو جثث اصدقائهم /
..........................................................................
* حسن مطلك: أديب عراقي، من أعماله المعروفة (دابادا).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**نشرت في صحيفة (القدس العربي) لندن، بتاريخ 10/1/2011م.
***مهدي النفري: شاعر ومترجم عراقي يعيش في هولندا. nuffari@yahoo.com

من رسوم مهدي النفري