من حسن مطلك إلى كريم شعلان
" الأخ العزيز كريم شعلان
ما أفكر به بالضبط أن أكتب وأنا غاضب، وما أفكر به أن تصل الكتابة إلى مستوى الاحتراق وليس إلى مستوى الموسيقى كما تمنى ذلك جيمس جويس، لأن هذا العصر قد تجاوز (تفاهة) الموسيقى... اسمع؛ أخيراً اكتشفوا الشر وأصبح حلقة متقدمة من حلقات التكنلوجيا. أريد رواية بمستوى المركبة (جالنجر)... وسأعمل هنا، في عزلتي القاسية التي أتعرض فيها يومياً إلى البطح الاجتماعي، وأُصبح هدفاً لمسدسات العشائر في لحظات الأعراس، سأعمل على إزالة القشرة الناعمة عن الأدب، ولنبدأ خطوتنا بالغرور ونتعلم فن السلطة.. أسمى الفنون المعاصرة.. قل لي مم تخاف يا صديقي. عندك الوعي واللغة والفن القصصي فاجعلها معركة دامية من الصور والغضب، ومعركة دامية من الرقة، أتذكر أنني قلت لهم: سنواجه هذا العالم الدموي بنص رقيق، وإلا فاوقفوا هذا العالم.. أريد النزول....
ما أفكر به هو الوعي الشامل الكلي الذي يحول الحلم إلى حجر، ولكن الذي ينقصني هو قرار البداية، لسبب واحد فقط؛ هو أنني مشغول حالياً بالعيش، وهي أكثر المراحل ظلمة وكآبة في حياتي، بين لحظة وأخرى أكاد أصرخ بالقلم فأراه يكتب من تلقاء نفسه. انني مملوء بالأفكار وهذه هي المشكلة. فمتى أبدأ.. أتمنى أن نلتقي وأن نتحدث وأن أقرأ شيئاً لك.. فلدي الكثير الذي سأقوله لك.. ما لا تحويه الرسائل ــ فأنا أكره الرسائل ــ.
أدعوك مرة اخرى لزيارتي في القرية، حيث تحمل معك كتاباتك... واخبرني عن وضعك الحياتي الحالي... وإلى اللقاء.
ـ اتصل بأخي محسن مطلك في كلية اللغات.. رؤيتي لك ضرورية جداً.
حسن مطلك
10/5/1989
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نشرت في مجلة (ألواح) العدد 11 سنة 2001م مدريد.
* *كريم شعلان: كاتب عراقي يقيم في كندا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق