27‏/09‏/2009

كلمة في ذكرى حسن مطلك / علي عبدالله

تذكير بذكرى
حسن مطلك


علي عبدالله


في هذه الأيام وتحديداً في يوم 18 تموز تصادف الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد الروائي العراقي حسن مطلك الذي أُعدم شنقاً في 18/7/1990 لاشتراكه بمحاولة انقلابية ضد الدكتاتور، وبهذه المناسبة أدعو الأخوة من المثقفين والكتاب استذكاره ولو بكلمات قليلة لأن المؤسسات الحالية مشغولة بتحزباتها وشلليتها فمثلما يحاول زيباري أن يعين أكبر عدد ممكن من الأكراد في وزارته كذلك الجزائري يوظف ويقيم الاحتفائيات بأعضاء حزبه، ونأمل أن لا يستمر الحال على هذا النحو إلى أن يتحول تقليداً وإنما ليحرص المثقفين على تأسيس تقاليد أخرى وبالاستفادة من تجارب الشعوب التي تحتفي برموزها مرتين: في ذكرى ولادتهم وأخرى في ذكرى موتهم. وكما نعلم أن الشعوب تعرف بمبدعيها لا بعسكرييها مثلاً. والاحتفاء بذكرى ضحايا ثقافتنا العراقية أمثال: حسن مطلك، حاكم حسين، ضرغام هاشم، الدكتورة حياة شرارة وعزيز السيد جاسم وغيرهم، ستكون له معاني كثيرة منها أننا بذلك نرد على الذين يصمون المثقفين العراقيين بالتواطؤ مع النظام الساقط أو الهروب من مواجهته فنقول لهم بأننا قدمنا ضحايانا بالدم أيضاً حين كان الطاغية في أوج سطوته، كما أننا نترك بذلك رموزاً لأجيالنا الجديدة كقدوة لمواجهة الظلم والطغيان، ونؤسس لتقاليد تجل من شأن المبدعين في ثقافتنا..
وبهذه المناسبة أود الإشادة بالصفحة الثقافية في جريدة (المدى) التي خصصت عن حسن مطلك إحدى صفحاتها قبل أسابيع، وكذلك بمجلة (ألواح) التي خصصت عنه عدداً، وهي فرصة ـ لمن لا يعرف حسن مطلك ـ وللمزيد من التعرف عليه كأديب وكشهيد الدخول إلى موقع مجلة ألواح ww.alwah.com حيث نجد عنه مواد تعرف به بشكل أفضل (ومنها استقيت أنا بعض التفاصيل عنه). وآمل أن تحذوا بقية صفحاتنا الثقافية حذو(المدى) التي سعت للتخصيص ـ بين الحين والآخر ـ صفحات كاملة عن بعض رموز ثقافتنا.
وعلى أمل أو احتمال أن يصل هذا النداء إلى المسؤولين في وزارة الثقافة وفي اتحاد الأدباء وبقية المؤسسات والتجمعات الثقافية، أقول لعلهم يفعلون شيئاً لذكرى رموز ثقافتنا كإقامة ندوات عنهم أو طباعة أعمال لهم أو تسمية أماكن أو مكتبات وغيرها بأسمائهم، وأعترف أن الذي دعاني للتنبيه لهذا الأمر الصرخة التي أطلقها الفنان المسرحي علي ريسان في موقع (عراقيون) متسائلاً عما حل ببنات وعائلة حسن مطلك والمعدومين من أمثاله..
وكنت شخصياً قد رأيت حسن مطلك في منتصف الثمانينات لمرة واحدة ولكنه بعد صدور روايته (دابادا) ومن ثم إعدامه صار موضوعاً للهمس الخاص بين المثقفين باعتباره يمثل ظاهرة متميزة في ثقافتنا وكان بعض الأصدقاء يشيرون له باعتباره (لوركا العراقي) كونه ضحية للدكتاتور ومقتله شاباً إضافة إلى المحاذرة بالتصريح المباشر باسمه عند الحديث عنه آنذاك.
وفي الختام أود القول أنه ليحز في نفسي أن يستمر الصمت والتناسي لحسن مطلك وأمثاله وهم الذين عانوا من ذلك طوال الأعوام الفائتة، وآن أن نُخرج أسمائهم من هذا النسيان، والتعلية من شأنهم هو تعلية لثقافتنا أيضاً. وأذكر بأن وزارة الثقافة المصرية قد أعادت طبع روايته (دابادا) قبل سنوات.. إذاً أما آن الأوان لأن تهتم بأعماله وزارة الثقافة العراقية؟؟.. أليس كذلك؟؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عن موقع (كتابات) بتاريخ 15/7/2004م.

ليست هناك تعليقات: