ريمي،
تتذكر هذاك اليوم؟
لما سألتني: إيش أكثر رواية استغربتِ منها وحسيتها مرة صعبة وحبيتيها آخر شي؟
جاوبتك: دابادا.
قلت لي: بس بس، لا تكلميني عنها. اليوم أمر جرير و أدوّر عليها. لو حصلتها راح اشتريها وأبدأ أقرأها بمجرد ما أرجع للبيت.
كلمتني فنفس اليوم بالليل.. وشتمت فيني وفحسن مطلك إلين قلت بس!.
ما قاطعتك ولا لحظة، جلست تلعن وتسب وتنتقد وتقرأ المقاطع اللي عقدَتك وترجع تلعن وترجع تقرأ وترجع……! ست دقايق تتكلم وأنا أسمع وأبتسم وأتذكر لما كان انطباعي عن الرواية بعد أول قراءة لأول ثلاثين صفحة نفس انطباعك. حتى الشتائم اللي سبيت مطلك تقريباً نفس شتائمي له!. الفرق الوحيد إني ما أخذت الرواية بتوصية من أحد عشان أشتمه معاها زي ما إنت أخذتها بتوصيتي.
سكتّ فجأة لما خلصت كلامك و ناديتني:
ـ بنت. فينك؟
وطاب لي السكوت، سأرى ما تفعل؟
مجدداً:
ـ بنت أشعار.. ترى وربي أكفخك وأطلع فراسك نخل لو زعلتي، ردي أشوف.
أجبتك أنني قد أكون أول فتاة تحب شتائمك، سألتك صحيح؟
قلت لي لا مو الأولى، لأنِك الوحيدة!. وغصب عنِك تحبيها لأنك تعرفي مو قاصدها. بس هو أسلوبي لما يطلع ديني من شي.
ذكّرتك إنك انت طلبت ما أكلّمك عنها وحبيت تختبر مدى ثقتك بذوقي وبالروايات ذات اللغة الشائكة والغامضة جداً. لكنك لم تخطئ.. تطابق انطباعنا الأول عنها. طلبت مني أن أخبرك كيف تحولت مشاعري صوب الرواية بعد نفور وعداء.
وحين أخبرتك، أحببتني أنا بدل أن تحبها!.
تتذكر فين خبيت الرواية بقية الأيام لحد ما جاء صاحبك وسكن معك؟، حتى أنا أتذكر، بس اللي أتذكره أكثر العبارة اللي كتبتها على غلاف الرواية الخلفي ولما قلت لي ما صدقتك قمت صورته ورسلت لي الصورة.
كانت أول مرة أشوف خطك، خطك الغامض جداً، المتشابك جداً، الجذاب جداً جداً.. جداً. أول مرة أعرف أسلوبك في الكتابة بالفصحى، أسلوبك الغريب جداً، الفني جداً، المبهم جداً جداً.. جداً.
ـ لما قلت لك: يا شيخ وتلعن فحسن مطلك؟ وربي ينرحم جنب أسلوب إجرامي زي أسلوبك.
قمت جاوبتني: أما عاد!
ضحكت من قلبي يومها. كيف كانت نبرة صوتك من جد تدل إنك صدقت إن حسن مطلك يترحم عندك، مو لأني بعد ما قرأت لك قصة طويلة أقسمت إن مطلك ولااااا شيء مقارنة بك. بس لأنك من جد كرهته من قلب وانطبع عندك بإنه أكثر الكتاب غموضاً على مستوى الوطن العربي كافة!.
راح أكتب كل ذكرياتنا ومواقفنا وأيامنا الحلوة وغير الحلوة، وأرسلهم لك.. يمكن، يمكن تحن، وترجّع الأيام. والبروش الأخضر، والطيّارة الورق.
----------------------------------
*من مدونة (أشعار الباشا Ashaar Al-Basha’a) أبريل 2009م.
هناك تعليق واحد:
خواطر راضية
إرسال تعليق