16‏/02‏/2009

مسابقة القصة 2006 في ذكرى حسن مطلك


مسابقة القصة في ذكرى حسن مطلك

2006

أقام منتدى سديرة الثقافي المسابقة الإبداعية الأولى بميدان القصة القصيرة بمناسبة ذكرى رحيل حسن مطلك وتم إعلان النتائج وتوزيع الجوائز في حفل تكريم حضره أكثر من 150 شخص من شتى المناطق المجاورة لقرية الراحل وذلك في مساء يوم السبت 11/11/2006م. وتألفت اللجنة المنظمة للمسابقة من كل من: الدكتور رمضان علي عبود، الكاتب والباحث هلال حمود هايس، الكاتب والصحفي إدريس حسين إسماعيل إضافة إلى الدكتور محسن الرملي كعضو شرف. أما اللجنة الإدارية فقد تكونت من: عبدالله محمد عبود، ياسين سلطان جادالله وكامل أحمد مطلك.

ــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من الكلمات التي أُلقيت في الحفل

بعد الكلمة التي ألقاها السيد كامل أحمد مطلك عن عائلة الأديب الراحل حسن مطلك، والتي رحب فيها بالحضور وبالمشاركين وعبر لهم فيها عن شكر العائلة لهذه الالتفاتة القيمة واستعدادها لدعم أي جهد يصب في الحفاظ على ذكرى حسن مطلك والتعريف بإرثه الإبداعي وبشخصه. قرأ السيد عبدالله محمد رمضان كلمة عن المشتركين في المسابقة، ومما جاء فيها:
" إلى عملاق الكلمة الصادقة... إلى الذي صنع من (دابادا) شراعاً لتبحر سفينة الأدب في بحور الروايات.. السلام عليك أيها الحسن وأنت تنعم بالخلود.. حسن، حسن، حسن، في هدأة الليل قد يرتابك الناس وأنت تطرز صفحة الأدب من مداد خوفك الوجل.. فابدأ بجولتك الأخرى وأنت في رحم الأرض، وحملق بعينيك من الزوايا المكتظة بالويل والصراخ.. ضم إليك بعض ما يمنحك من الراحة.. وراسم نشيش الدماء ونزيف الجراح في جبهتك المسلوبة مشيراً إلى الرقبة المستلة وعد بأدراج بداياتك إلى مواساة نهاياتك... فكل ما كتبت سيبقى مسطراً غزيراً للأجنة القادمة وهي ترفرف في أرحام الأمهات.
في الذكرى السادسة عشر لرحيلك.. كل ملامحنا كالحة، وكلامنا كثير ولاشيء سواه، فالدروب ضائعة.. والطرق اهتزت أرضها وربت فانشق عن رحمها أسلاك شائكة لتجرح النسيم وهي باركة فوق صدورنا..
أهلي وملاذي وسادتي:
إن حسن مطلك آت إلينا.. الآن.. انه ضيفنا وصفيّ مجالسنا فاتركوا له مقعداً شاغراً كي يتصدر الجميع.. فما اعتاد إلا الحديث المؤدب الجسور.. فهل سمعتم أن النهر يتعب...؟؟ ستبقى يا حسن نهر دائم جريانه وكالغيث الذي أينما وقع نفع.. سنستمد منك كيف نكتب..؟؟ وكيف نرسم..؟؟ وكيف نواجه لف الحبال حول الرقاب..؟؟..
أنت غادرت يا حسن دون أن تلتفت.. لأنك تعلم انه لم يقف أحد إلى جنبك أو خلفك.. وكل من وقف زرعوا في جسده اطلاقات وفي رأسه طلقة الرحمة... عفواً طلقة الانتقام.. أية رحمة هذه كي يقايضوا بها الموت. عفواً فنحن الذين غادرناك يا حسن.. فما لك منا سوى الذكريات.. واتخذنا غير ما تشتهي سبيلاً للنجاة.. اعلم وأنا على يقين بأنك تعلم أن (سديرة) التي عمت صباحاً ومساءاً في حضنها نزعت ثوب عرسها وتوشحت بالسواد، فكل شيء أسود إلا الشعر فقد اختار حزنه بالبياض..
قبل ستة عشر عاماً كنت كالشمس في الشروق.. أما اليوم فلا نبض في العروق... ولم يبق بيننا إلا الأرض فمنا من صعد إلى الأسفل ومنا من نزل إلى الأعلى.. هل تتذكر رنة الهاون..؟، أَم نداء الهيوات.. مرددا (حي على الصلاة)؟، أَم قصب البو حلاب الذي أولج في الغياب؟، أم معمل فرج الحداد؟، أم أفعى الوهم لحسن الناصر.. أم.. أم.. أم.. إني أعلم أنك مشتاق.. لكنهم رحلوا وليس كرحيلك.. فرحيلك أقسى..
حين تطوي القرى والمدن أسمائها.. ينهض اسماً جديد يقاسمنا الزاد والوجد.. فالعصور تحتضر.. وها نحن اليوم نولد في عصر جديد.. لا نفهم سوى لغة النار والحديد وقطع الرقاب من الوريد إلى الوريد.. فنم يا حسن قرير العين ولا تندم فليس بيننا سعيد..".


* * *

من كلمة السيد حميد محمد العنكود عن الحاضرين:

في هذا الحفل التكريمي (للمسابقة الإبداعية الأولى بميدان القصة القصيرة للعام 2006) الذي يقيمه منتدى سديرة الثقافي والذي أقيم تزامنا مع ذكرى رحيل الروائي حسن مطلك، الذي دخل الأدب من أوسع أبوابه وهو ابن سديرة التي وصفها الدكتور محسن الرملي بأنها (قرية مغمورة ترقد على ضفاف دجلة بجانبها الأيسر، وسميت سديرة تصغيراً لكلمة السدر، اسم أشجار كانت تنتشر فيها).. واليوم اقترح على مؤسسي منتدى سديرة الثقافي بان نطلق على المنتدى تسمية ثانية هي (منتدى دابادا وشواطئ الدم) لكثرة كتابها وأدبائها، فما تُذكر سديرة إلا وتُذكر رواية (دابادا) لحسن مطلك ورواية (شواطئ الدم شواطئ الملح) لإبراهيم حسن ناصر وبالعكس.. نعم غادرنا حسن و(دابادا) في مهدها ولكنها خلدته وخلدت اسم سديرة ورفعته عالياً كما خلد غيره من كتاب العالم مدنهم وقراهم.. ولأن إبراهيم حسن ناصر قد رحل هو الآخر من أجل الوطن فلابد أن يبقى خالداً بيننا أيضاً. أناشد المقروء والمسموع وأخص جريدة (المدينة) أن يضاعفوا جهودهم من أجل الحفاظ على هذه الثروة الأدبية الموجودة في هذه المنطقة لان (المدينة) كجريدة تعتبر هي الأرشيف الذي يحتفظ بنتاجاتنا، خاصة وأن مدينتنا (الشرقاط) وآشور لها عمر يناهز 3000 سنة كله ثقافة وأدب وعلم وطب وما إلى ذلك من العلوم الأخرى فيجب علينا أن نكون خير خلف لخير سلف وكذلك من أجل الحفاظ على لغتنا العربية التي تناشدنا بلسان حالها وتقول لنا عن طريق الشاعر حافظ إبراهيم:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل تسأل الغواص عن صدفاتي
فمن حقنا أن نفخر بأننا عرب وكما قيل (العرب جمجمة الإسلام) ومن حقنا أن نفخر بان خاتم الأديان السماوية نزل عربياً وخاتم الأنبياء عربياً..
وأشكر جميع من قام على إنجاح هذا الحفل، وأخص بالذكر منهم الكاتب والصحفي إدريس حسين إسماعيل والكاتب والباحث هلال حمود وجميع أعضاء المنتدى وأشكركم مرة أخرى على سعيكم في تكريم ودعم الكلمة الحرة.


* * *

من كلمة السيد إدريس حسين إسماعيل عن اللجنة المنظمة:

حين بدأت الفكرة لإعلان المسابقة الإبداعية للقصة القصيرة أحسسنا بنشوة لا حدود لها، وأردنا من ذلك أن نلملم جراحنا التي لا تزال تنزف دماً وصديداً... كنا حريصين على إنجاح هذه المسابقة مهما كلف الأمر... لأننا نجد في ذلك نصراً كبيراً، ومنه كسر للقيود التي تحيط بنا أو ربما إعادة المياه إلى مجاريها. بدأنا ندرس كيف نضع اللمسات الأولى لهذه المسابقة.. وعلى الفور. تم الاتصال بالأخ الدكتور محسن الرملي شقيق الراحل حسن مطلك، فبارك لنا سعينا، وتم بالفعل وضع أسماء اللجنة.. وبدأت الرحلة في ظروف أمنية صعبة جداً.
كنت أتجول بين القرى والأماكن على الرغم من المخاطر، كاسراً كل القيود من أجل إنجاح المسابقة لأنني أنظر إلى الأدب نظرة ترى بأن عليه أن يواكب حياة الناس يوماً بعد يوم.. وكم كان سروري كبيراً وأنا أتسلم (18) قصة لكاتب وكاتبة.. أنهم من هواة الأدب الحديث في هذه الديار العريقة التي أنجبت الأدباء المبدعين: حسن مطلك، إبراهيم حسن ناصر، محمود جنداري، حمد صالح، محسن الرملي، حمد الدوخي.. وآخرين.. إنهم نجوم لامعة في سماء مدينة الشرقاط ومحيطها..
كما يسرني أن اشكر الدكتور محسن الرملي على توجيهاته القيمة وهو في إسبانيا، وأشكر الأخ الدكتور رمضان علي عبود لدراسته النقدية للقصص المشاركة، وأشكر الدكتور عواد فرحان الجبوري على دعمه اللوجستي من أجل إنجاح هذه المسابقة، وأشكر السيد عبدا لله محمد عبود لاستضافة الحفل التكريمي في قاعة الحدباء، وأشكر مدير وشرطة الساحل الأيسر في الشرقاط لتعزيز الأمن للتجمع الثقافي. كما أشكر الأخ هلال حمود على دوره المتميز وسهر الليالي من أجل إتمام المسابقة.. وأشكر كل من ساهم في هذه المسابقة، وأتمنى لهم الاستمرار في الكتابة والنجاح.. وإلى الأمام والله الموفق.

* * *

من كلمة السيد إبراهيم آل إمحمود عن (منتدى سديرة الثقافي) :

هذه الكلمة تجميع بعض مما قرأت وأرى لأجل أنسنة الإنسان قبل أن تفلت الأفلاك من مداراتها. ربما يتساءل الكثير عن جدوى الثقافة ويقولها آخر (الثقافة ما توكل خبز) لكني أقول كي تذوق طعم الخبز عليك أن تتثقف، كي تفهم نفسك والآخر كي تحافظ على إنسانيتك وآدميتك التي خلقها الله وجعل الملائكة تسجد لها ولا تسجد إلا للواحد الأحد.. كون المبدع إنسان فاعل في بيئته ومجتمعه وذو تأثير مباشر في طبيعة العلاقات الناظمة لهذا المجتمع. ويتعين عليه الوقوف على مشكلات مجتمعه والبحث لها عن حلول ثم كتابتها بأسلوب يفهمه أبناء المجتمع وتمثل خطاباته وبالتالي سيغدو مبدعاً أصيلاً ينطلق في رؤاه من مجتمعه. وفي اعتقادنا أن أهم عامل يشكل أزمة التلقي هو ارتفاع نسبة الأمية. حيث الأمية الأبجدية والعجز الكلي أو الجزئي عن القيام بعملية القراءة والكتابة إلى جانب الأمية الثقافية التي عملت على توسيع الفجوة بين الإنسان والكتاب. والحق إن الموضوع لو عولج بإلقاء المحاضرات المتبوعة بالمناقشات الرصينة وخصوصا مسألة الآخر واصطراعه مع الانا أو مع النحن على الأصح. فالهوية العربية الإسلامية أو الهوية الوطنية واصطراع النحن مع الآخر ومحاولة إثبات الذات في هذه الجدلية وخصوصاً نحن في هذا الزمن المر العصيب الذي تهجم فيه العولمة على كل القيم الوطنية المحلية التي لا تتماسك الهوية إلا بها وفيها ومن خلالها مع أننا لا نريد أن نخوض في أصل المفهوم وتطوره لأننا لو جئنا إلى ذلك لاستحالت هذه المقالة إلى الطول الممل كونها مفاهيم فلسفية سياسية اقتصادية أو مصطلحات.. لذلك سأعود إلى حيث تشير الدراسات إلى أن العربي في العصر الجاهلي كان يعرف الكتابة وإن لم يستخدمها إلا في الأغراض السياسية والتجارية أم الحاسة الجمالية فلم تكن مهمشة أو مغيبة بل عرفت مبكراً، ويكفينا فخراً أن الرؤية الانطباعية الأولى التي قدمتها أم جندب كأول ارتسام عربي نقدي جمالي حين قارنت بين امرؤ القيس وعلقمة في قول الشعر ففصلت بين الجميل وما دونه، إنها النواة العربية الأساس التي يؤطرها الذوق الفني الذي يؤسس لعلم الجمال الذي سيحفل به التاريخ من خلال أسواق الشعر كعكاظ والمربد.
"حين جاء الإسلام كانت أول كلمة ربانية نزلت على الرسول (ص) هي (اقرأ) ففعل القراءة فعل ماكر أي أن العملية ذات الوجهين. إذ لا يمكن القيام بالقراءة إلا من خلال فك الشفرة المرسومة كتابة أو رسماً أو لوناً. ولهذا كانت متواليات الآيات تزيد من الإفصاح والتوضيح (اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لا يعلم) ففعل القراءة/التعلم رهين بالعلم.. وما القلم إلا الوسيلة إلى ضرورة الكتابة". (مصطفى إجماع/كاتب من المغرب).. لقد كان ثاني مجال بعد الشعر اهتم به العربي أولاً والعربي المسلم ثانياً بحكم أنها مشروع مادام كل ما ينزل على الرسول محمد (ص) من وحي يستدعي الكتابة ولهذه المهمة النبيلة تكلف رجال أكفاء من أصحاب خبره بهذا الميدان ـ كتاب الوحي ـ كان من جملتهم الخلفاء الراشدين وثلة من الصحابة.
إن التراكمات الكتابية الخطية التي سجلها الناسخ المبدع على مر التاريخ بمختلف الطرق ومختلف الأدوات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك جوهرة هذا الفن اتجه نحو الإبداعية ذات الأبعاد الدينية والفلسفية والثقافية وهو ما جعل مناخات روح الإسلام بكل تجلياتها تهيمن على هذا الفن. انه بمعنى من معاني عظمة الخالق. إذ شرف الإنسان باليد التي تمسك بالقلم. ولان حسن مطلك يقول (إن الشر فكرة والحب طبيعة) دابادا. والفلاسفة يقولون (لا أحد شرير طواعية). ولكي تترجمها بتحريف بسيط (لا أحد ميال للاقتتال طوعاً). تظل الفكرة المركزية هي نفسها: الجهل وحده هو العدو والشر أو (المقاتل).. هم ضحايا جهلهم الخاص نفسه فمنهم مخطئون في موضوع الصلاح، ويخلطون بين الحاجة إلى التضامن الإنساني وحب الحقيقة والصلاح مع مصالحه الخاصة أو حساباتهم قصيرة النظر الهادفة إلى المحافظة على السلطة، أي سلطة.. لا يهم، وبما أن روابط الجهل هي المرض والعدوان وأضدادها هي المعارف والفوائد والسـلام، فعلينا مواصلة العمل على كل ما يعزز دور المعرفة والإبداع والخير والجمال والســلام.

* * *

مُداخلة ومَدخَل


عبد محمد جرو

هذه مداخلة ومدخل للجهد الذي قدمه لنا الأستاذان (رمضان علي عبود وهلال حمود هايس) في ميدان نقد وتحليل إحصائي رياضي للقصص المشاركة في المسابقة المقامة بمنتدى سديرة الثقافي.
ولكن اسمحوا لي أولاً أن أعرج بلمحة إلى التاريخ القديم للقصة والأدب في العراق القديم. فنحن أصحاب إرث حضاري جم. وثقافي عريق. تمتد جذوره إلى آلاف سنين مضت. فأولى أحرف الكتابة في العالم خطت على الطين قد عرفت في مدينة "الوركاء" في منتصف الألف الرابع قبل الميلاد. وأولى الملاحم والأساطير كتبت على ضفاف دجلة والفرات. وحفظت لنا الرقم الطينية المكتوبة بالخط المسماري أروع القصص والأحاكي الجميلة وبرعوا بالفنون التطبيقية الجميلة وأجادوا فيها. فرسموا لنا الكثير من اللوحات الفنية الجدارية. إضافة إلى نحت التماثيل وإقامة النصب والمسلات في الساحات العامة ودونت الملاحم والأساطير والقصص لأبطال عراقيين عاشوا أزمان مختلفة من تاريخ العراق القديم..
لقد أتحفنا الأستاذ (رمضان علي عبود). وتفضل علينا مشكوراً بدراسته ونقده الإبداعي في ميدان القصة القصيرة، حيث تفحص وتمعن ودرس كل قصة على حدة. وأعطانا فيها رأياً رشيداً وتقيماً موفقاً وبموازنة جميلة في النقد والتحليل وبدون مواربة ولا محاباة لأحد. وكأنه ميزان عدل لا يعرف "الدغش" وساطورة حق تقطع لتجبر. فهو ينتقد في مكان النقد. حيث درس كل قصة وأعطى تقيماً لها من الناحية الجمالية في الأسلوب والسرد القصصي والحسي والمعنوي والإبداعي. وأجرى عليها مقارنة النقد لمقومات القصة القصيرة من تجريح وتشريح وتعديل حتى الاستقامة. وأدخل عليها المستلزمات الأساسية لكتابتها فكان (للزمان والمكان والشخوص حضوراً فيها). فنجده يشير إلى مواطن الإجادة في القصة ويرفع بها درجات بأمان وثقة ويصب من عصارة فكرة وتجربته فيها قوة لينمي فيها مجال الإبداع. كما يشير أيضاً بكل وضوح ودقة إلى أماكن الضعف وعدم التوازن. ويحاول بجهد عنيد وأدب رفيع وإحسان متواضع تقويم الخلل بحيث يستفيد منه كاتب القصة والقارئ والمستمع والمتلقي مستقبلاً وبدون أن يجرح حسه الأدبي لأنه يمر على الحدث والخطأ بمدار قلم رشيق وأمانة علمية رصينة وأكاديمية متخصصة محترمة. وعمله هذا واضح من خلال ما قدمه لنا من نقد بناء وتحليل برؤيا علمية لكل قصة... حقاً، لقد وفق في دراسته حتى وصل إلى قمة الإبداع في إضافة ملاحظاته النقدية عن كل قصة من القصص القصيرة والمشاركة في هذه المسابقة الإبداعية المباركة.. فشكراً له ولجهده.
وقدم لنا المحلل الإحصائي الرياضي (هلال حمود هايس) في مجال الإبداعات المشاركة في مسابقة القصة القصيرة. إبداعاً وتحليلاً رائعاً وجميلاً بأسلوب تحليلي إحصائي علمي رشيق. حيث أخضع الفن الكتابي في القصة القصيرة وإدخالها مختبره التحليلي العلمي المجهري. وكأنه يتفحص عينة مرضية أخذها من شخص مريض، ليتعرف ويكتشف نوع المرض الذي ألم به والجرثومة التي أصابت جسمه بعلة. ولكن هنا تختلف الجرثومة المرضية. إنها جرثومة فكر ومعاناة وتأمل وقلق وحب وحنين والآلام ونزوات بشرية وشيطانية وهموم وطن محتل نهبت خيراته وترك أبناءه عراة حفاة يعصر الجوع أفئدتهم فهم لا يجدون ملاذاً ولا من منقذ. فالعلة أوسع من أن يشخصها مختبر واحد. ولكن الفحص الدقيق والتأني والمثابرة لمعالجة مثل هذا المرض الخطير يحتاج إلى صبر جميل. لأن الوهن قد يكون أصاب الجسد كله من قمة الرأس حتى أخمص القدم. والإنسان هنا شبه يحتضر بأدبه ومخه وفنه وقصصه ولكن البراعم الجيدة لا يقتلها هواء الخريف وبرد الشتاء لتعود في الربيع يانعة متجددة تصارع القدر وتعيد دورة الحياة رغم الرياح العاتية الصفراء.
نعـم.. لقد أجـاد المحلل والدارس الإحصائي (هلال حمود) وأصـاب الهدف "في الكحلة" فأعطانا نسب مئوية ثابتة عن أعمار المشاركين ومهنهم وثقافاتهم وتحصيلهم العلمي والثقافي وموقعهم الجغرافي وحالاتهم الاجتماعية ونزعاتهم الشخصية وميولهم السياسية. وأعطانا فكرة واضحة عن خلفية وأرضية لكل قاص شارك في هذه المسابقة المتواضعة ولكننا نتوسم فيهم خيراً كثيراً ومستقبلاً باهراً. إذا اشتد عودهم وقويت أجنحتهم وعضدت شكيمتهم وأينعت أشجارهم بأثمار شهية وجادت رياحهم عطراً طيباً زكياً.. هناك نكون قد فزنا ومحونا الأقدام الهمجية عن ارض وطننا.

هناك تعليق واحد:

sardar يقول...

حسن يا حبيبي مشتاق الك ، عشت سنة كاملة مع حسن في قسم داخلي في جامعة الموصل وكنت في سنة أولى من تعليم الجامعي قادمة من السليمانية ، تعلمت كثير من حسن ، عفوا ما أستخدم كلمة شهيد لحسن وذلك لأن حسن سيبقى حيا يرزق في ضميري وذكراياتي ، بقينا ليالي معا يقرأ لي قصصه ، ونسمع سمفونيات وتعلمت من حسن سمفونيا ، حينها أقام معرض للوحاته في مركز طلابي للجامعة و كان طلاب مرحلة أولى من كل كليات كانوا من أكراد ، حينها قمت بشرح لوحات حسن بلغة الكردية وكتبت فتاة كردية في دفتر الزوار :عرفت الحقيقة من خلال لوحاتك و حسيت بالسديرة الوسطى من فرشاتك ...فكان حسن مرتاح لهذه الكتابة ...حسن تلك فتاة حاليا عضوا برلمان كردستان في أربيل دائما نتحدث عنك ... أتذكر من زرنا سديرة الوسطى معا و بقينا داخل غرفتك ... حبيي حسن بعد تخرج قد ألتحقت ببيشمةركة وقد بكيت من سمعت بأعدامك ... أرجوا منكم أن تزودوني بتلفون عائلة حسن لكي أزورهم وأحس بعظمة حسن بينهم .المرسل سردار قادر علي .تليفون : 07702911111