قصيدة
الشمعة....الأيام....وعود ثقاب
..إلى الشهيد الكاتب العراقي حسن مطلك
مهدي النفري
مازالت الكلمات كما عهدتها
والشعراء كما هم
تشدهم الطاولات إليها
والكراسي التي كنت تضحك من فراغها رغم ازدحامها بالجالسين
كما هي
لم تتحرك من مكانها
ظل الفراغ كما هو يدور حول الطاولات والكراسي
لم تخرج القصيدة من سباتها
لم يخرج الشاعر من صمته
الصحف كما تركتها؛ أوراق صفراء تطبع ليقرأها أصحاب المطاعم
هل تذكر تلك السيجارة التي أحرقت القصيدة والشاعر؟
دائمة الحضور .... لم تتزحزح من الذكرى
وذاك الذي كان يأتي محملا بالكتب ليمزقها أمام الجميع
دون أن يقرا حرفا واحدا منها!!!!!!!!!!!!!
مازال كما هو
الشيء الوحيد الذي تبدل انه صار يأتي في الصباح والمساء
ويغادر دون أن ينطق حرفاً واحداً
أظن إنك ستسألني عن الرجل الذي كان يلوح لظله طوال الوقت: ماذا حل به؟
قيل إنه نصب لنفسه تمثالاً من رمل
كلما تهاوى التمثال أعاد الكره ببنائه
الآن .. يا صديقي
يا ذراع قصيدتي الأيمن
ويا أجمل ما أملك
أترك فراشاتي بين ذكراك
أقول لك إنك كنت ومازلت الحلم
والشمعة لنا جميعا
أقسم لك يا حسن برب السماء ..
أنني لم أستطع أن أجتاز الصفحة الأولى من روايتك (دابادا)
كلما حاولت العبور .. أوقفني إهداءك إلى محسن .. أقف هناك .. لا حراك
ضائعاً بين أيام وأحلام أشعلت شمعتها أنت والشهداء للآخريين
أين الآخرين يا حسن؟
بودي أن أقول أشياء كثيرة وكثيرة .. لكن
من أين لي القدرة على جلب الشعر في هذه اللحظات؟
لا أعرف سر تعلقي بك
نحن لم نلتقِ يوماً وجهاً لوجه
لكني التقيك كل لحظه منذ اكتشفت نصوصك
يا حسن
ستبقى أنت والشهداء في قلوبنا للأبد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مهدي النفري: شاعر ومترجم عراقي يقيم في هولندا. nuffari@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق