06‏/10‏/2009

إهداء إلى حسن مطلك / صفاء الشيخ حمد

حسن مطلك .. آخر حَبّة

صفاء الشيخ حمد

كان آخر حَبّة في قطّارةِ النبيذ..
كان ينهر ذلًّ الهزيمة فينا
والـ (انتصار!!)،
يلعن فينا عواء الكلاب ..
كان يمشي على هذه الطرقات،
ولكننا،
أضعناه في زحمة اللغو..
تركناه يجتر أحزانه وحده..
غدرنا به ،
تنكرنا لآخر أشيائه..
وحتى الكلام،
سلبناه منه،
فأضحى يلملم حروفه،
كقبًّرة أفرغت من حنين
كناي يحنُّ إلى شفتين...

كان آخر طلقات أمي
وهي تعضُّ بأسنانها
على جذع نخلةٍ ،
كان اسمها رافدين،
طلعها.. كان رافدين،
قوتها،
سعفها،
كربها،
كلُّه كان رافدين...

هكذا كان
وهكذا...
لم يكن مثله..
آخر حبة في قطّارة النبيذ،
آخر طلقات أمي
في بلادٍ يسمونها،
جنةُ بين رافدين !!
جنةُ الرافدين !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــتـــــــــــ
*صفاء الشيخ حمد: كاتب ومترجم عراقي يقيم في الهند.

ليست هناك تعليقات: