04‏/10‏/2009

تكريم لحسن مطلك../ دريد أحمد

بدايات لتكريم حسن مطلك في قريته


خاص- سديرة 2004 آذار/
من دريد أحمد

حال سقوط النظام الدكتاتوري السابق كشفت قرية سُديرة / شمال العراق، التي أنجبت الروائي حسن مطلك صاحب رواية (دابادا) الشهيرة (الذي أعدمه النظام العراقي السابق في 18 تموز 1990 إثر اشتراكه في محاولة انقلابية)، كشفت عن وجهها الثقافي الذي حجبته منذ صدمتها بغيابه، فسارع مثقفيها إلى تأسيس منتدى سديرة الثقافي ضاماً معظم قرى الساحل الأيسر، وكان نشاطه الأول هو الاحتفاء التأبيني والتكريمي الكبير بالمبدعين الأديبين الراحلين حسن مطلك وإبراهيم حسن ناصر، وقد حضر هذا الحفل عدد غفير من المثقفين والمبدعين الذين توافدوا إلى قرية سديرة من مختلف القرى والمدن المجاورة فجاءوا من الشرقاط والموصل والقيارة والزاب الأسفل وغيرها، شعراء وأكاديميين وكتاب قصة وفنانين وسياسيين وغيرهم.. ممن أحاط بهم جمهور غفير فاق التوقعات.


كما أنه لم يكن من المستغرب أن يسارع أبناء قرية (سُديرة الوسطى) قرية مسقط رأس حسن مطلك، والذين أطلق الكثير منهم اسمه على مواليدهم الجدد كنوع من التحدي أيام الدكتاتورية، لم يكن مستغرب منهم أن يرفعوا اسمه على أول مؤسسة رسمية عامة يتم تشيدها، بعد زوال الدكتاتورية، في قريتهم والتي ، وإن كانت للأسف، مركزاً للشرطة حمل اسم الشهيد حسن مطلك، معتبرين أن هذا الأمر لا يعدوا أكثر من كونه بداية بسيطة لتكريم مبدعهم الرمز وابن قريتهم الذي يعتزون به.

كما عقد منتدى سديرة الثقافي أمسية كبيرة ثانية مخصصة وشاملة عن رواية (دابادا) قام فيها باستضافة الكاتب الدكتور محسن الرملي شقيق المؤلف حسن مطلك والذي جاء ـ بعد أكثر من عشرة أعوام من الغياب ـ عائداً في زيارة إلى أهله وذويه وقريته من مغتربه الإسباني. فتحدث الدكتور الرملي عن رواية دابادا وعن مؤلفها بإسهاب وأجاب على مختلف الأسئلة التي وجهها إليه الجمهور الغفير والذي جمع بين صفوفه العديد من الوجوه الثقافية والأكاديمية والسياسية والفنية في المنطقة الممتدة من ناحية الزاب الأسفل وحتى قضاء الشرقاط.
هذا عدا الكثير مما نشره أصدقاء وطلاب ومعارف حسن مطلك عنه في مختلف الصحف المحلية التي صدرت حرة في المرحلة الجديدة، إضافة إلى عزم بعض طلاب الدراسات العليا على تناول أعماله في رسائلهم للماجستير والدكتوراه بعد أن صاروا يتمتعون بالحرية للصراخ باسمه علناً وهم يعبرون عن نيتهم بمواصلة مسلسل تكريمه، وإقامة مهرجان سنوي ومسابقات للقصة باسمه، معتبرين إياه قدوة ومثلاً أعلى لهم ورمزاً مشرفاً لهوية منطقتهم ووطنهم العراق.

ليست هناك تعليقات: