" تذكرتُ تلك المرأة التي قالت لي: أحبك.
فقلت لها: لا وقت عندي لغير الكتابة، وكتابتي، كما تعلمين، ليست مطلباً ذاتياً خاصاً، فالذي يدفعني بالأساس إلى الكتابة هي الغيرة.. نعم.. الغيرة.
قالت: أتغار عليّ.
قلت: أغار على وطني، الذي كلما قارنتُ أدبه بآداب الشعوب اكتأبت، ودفعني ذلك للقراءة والكتابة.. وستبقى تلك الغيرة تنهشني حتى أحقق ما يحققه كاتب عظيم لوطنه.. أو أهلك دون هذا الأمر".
حسن مطلك
*****************************
مفتتح
حسن مطلك .. لأنه .. لوركا العراقي!.
نود لو أننا نستطيع القيام بتكريم كل شهداؤ العراق.. من قضى نحبه منهم ومن ينتظر.. أن نكرم كل الشهداء الأموات والأحياء ممن مازالوا ينزفون في مغترب الداخل ومغتربات الخارج.. لكن ذلك فوق طاقتنا المتواضعة.. وتبقى هذه من مهمات الشعب العراقي بأكمله.. أما نحن فإننا نكرم هنا واحداً من هذه القافلة الطويلة.. ألا وهو حسن مطلك.. نكرمه لأنه رمز صارخ لمحنة الإنسان العراقي بشكل عام، ورمز لمحنة المثقف العراقي بشكل خاص.. نكرمه لأننا قد عرفناه عن قرب، ولأننا ندين له بالفضل الكبير بما علمنا إياه من فن الكتابة، ومسؤولية المثقف وموقف المواطن.. نكرمه لأنه قد هزنا في حياته عبر الإبداع، وهزنا في موته عبر التضحية.. حتى أن البعض من أصدقائه قد أطلق عليه لقب (لوركا العراقي) وآخرون قالوا إنه (كنفاني العراق) وآخرون قالوا إنه (حسن مطلك العراقي).. الذي تمر اليوم الذكرى الحادية عشر لرحيله متصادفة مع صدور العدد الحادي عشر من ألــواح فخصصناه له.. وما هذا العدد إلا خطوة أولى في العمل على إعادة جمع ونشر أعماله والأرشفة لإرثه والسعي الدائم لاستحضار نموذجه، كرمز شاهد على حال العراق والثقافة العراقية في هذه المرحلة.. ولهذا فنحن دائماً بانتظار أية مشاركة بهذا الاتجاه من نصوص له، ورسائل منه، وشهادات عنه، ودراسات عن أعماله، ونصوص مهداة إليه.. وغيرها.. كما نقدم شكرنا لكل الذين ساهموا معنا في إنجاز هذا العدد الخاص من ألــواح.
التحرير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق