الشابندر حسن مطلك
غزوان الوردي
مازلتَ يا شاهينُ..
في عيني الصغيرة طفل هاجر..
كنا هناك أنا وأحمد والصبيةْ..
لم تعتذر منك الرصاصةُ؛
بل رمتك واوغلت في قلبك الباكي الشظيةْ
أعداؤنا.. لو كنت قربي كنت تبصر أنهم ..
وهمٌ وأزمنة بغيّة..
راحلونَ.. وأنتَ تُخجِل دمعة التوديع.. كالطفل
المقمّط بالبكاءِ
آثمونَ.. وأنتَ تمحو الذنب في كفّ الدعاءِ ..
بلا انتهاءِ..
وسيئونَ.. وأنتَ غفرانُ الخطيئةِ في صدور الأنبياءِ..
كانوا...هنا يتواغدون..
وأنتَ جرحُ الذاكرة..
تحيا الزناة حياتها ..
وأنت يجلدك الرصاصُ
أكان حلمُكَ آخرةْ
هل تدري أنَّ اللونَ غادر مذ رحلت
فلم يعد لمآتم الأوجاع معنى..
كل خطوة كبرياء عاثرة
يا صاحبي..
كلُّ الطيور إلى السماء مهاجرة..
أعداؤنا..
كانوا هنا وهناك يمتهنون إخصاء الحروف..
وأنتَ روحٌ في سماءِ..
بل أنت ثورة أوليـاءِ..
أما أنا وصغار أُورا نختفي في بيدر القش الكبير..
.. نمارس الخجل المميت وأهلنا..
يُستعبدونَ..
ويُجلدونَ..
ويُذبحونَ..
وينزفونَ بلا دماءِ..
أُورا مدينتك النبيّة تشتهيكْ
فكن عشيق عيونها
وعريسها عند المساء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. في
بغداد، استذكرتُ الراحل حسن مطلك، وكيف أن هذه المدينة بفعل السلطة العمياء، تحولت
إلى مدينة قاتلة وكارهة للوعي وهادمة للحياة... في لحظة ما، أحرق الرصاص لوحة
الابداع العراقي وشُلّت يد السرد المعطاء..
لذلك لا بد أن نؤمن بـ "أن حَمَلة الوعي
ودُعَاة الثقافة غرباءُ وضحايا في مدن الجهل والاستبداد..
*د. غزوان الوردي. بغداد، شارع المتنبي، مقهى
الشابندر، مساء الجمعة 10/6/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق