رسالة إلى
حسن مطلك..
عبدالله
سعدالله
أعتذر، قبل كل شيء،
وهكذا أكتب أول كلمة أعرف أن مرسلها سيكون متطفلاً على خلوتك. أعتذر لأني أُكلم من
تجاوز حاجز اللغة -دابادا- وأنا أخاطبه بالقليل الذي لا يليق به. وأعتذر لأني
أكتب لك بمقدمة قد لا تريد قراءتها.
حسن، يا تعبي الذي لا ينتهي.
الكتب كثيرة، لكن أغلبها بلا جدوى.. إنها حتى لا ترتقي إلى اللغة كي تتجاوز
حاجزها. حمداً لله أنك لا تعرف أن دوستويفسكي صار ترنيمة المستثقفين. يعرفوه من
رواية المزدوج. هم المزدوجون. وأحمد الله أكثر أنهم لا يعرفوك.
لا أحبذ أن أشكو إليك،
فلديك ما يكفي من الرفض حتى تجاه ذاتك. وأدري أنك ترفض مصارحة نفسك بماتعرفه؛ إنك أعظم
من كتب الرواية فوق اللغة المعروفة.
بالمناسبة، حاولت أكثر
من مرة أن أكتب قصة بانتومايم، كما أردت أنت يوماَ، ولكن، أنت تعرف ما آلت إليه
المحاولات.
أنت لا تعرفني ابداً، وأنا
مثلك تماماً؛ لا أعرفني. ولا أعرف كيف أقول لك أني مازلت أفشل في الخوض داخل نفسي،
أشبه بجنينٍ يلتف على نفسه. كلما فتحت باباً أجد أنه لا أسبوع هناك... أحاول أن أمسك
ساعة من اليوم، فلا أطول لمس لحظة. كمن يلعق الهواء... وعندما حاولت أن أغوص في داخلي،
بصقت سمكة في وجهي.
الرياح هنا لا تشبه
الهواء، تراب فقط؛ أقول إنها أُناس ميتون ويحاولون الطواف على كل مكان، إثباتاً
على وجودهم اللا ملموس. أشبه هذه الرياح؛ أقول إني هائج بلا قيمة.
كمن يلحق القيامة ويكتشف
بأنها لم تشترك معه في السباق. أنا بين لا خيار، أبداً. الرواية ترفضني كبطلٍ لها.
وأنا أرفض أن أكون الاسم على الغلاف. لذلك لا خيار لدي. وكم أود ألا تقترح فكرة أن
أكون هامشاً... لا أريد أن أكون هذا في الواقعين/الرواية والحياة.
الرسائل لا تكفي أبداً
لقول كل شيء.
#عبدالله_سعدالله