نص
أو كما قال حسن مُطلَك!
بلقيس الملحم
كنتُ في نزهة من نفسي اللحوحة بالتشكي، وقد رأفت بي حالا حين اتفقت معي على استراحة من ضجيج العصافير
التي احتشدت في شجرة النبق الكبيرة قبيل الغر، فانزويت عنها وعنِّي لصق بحيرة لم
يطأها بشر على حد علمي، ولما شربتُ من نبع سقف
النجوم، تدحرجت تفاحة ناضجة نحوي، فاستقرت إلى نصفين حادين، ومما
أثار دهشتي أن نصفَي التفاحة أخذا في حوار طويل بينهما.. كنت أسمع بعضه، ويخفى
علي بعضه الآخر، قد حفظت ما سأرويه لكم بطريق المشافهة عن فلان، عن فلان, عن
فلان..... ثنا.. عن حسن مطلك:
غطِّ وجهكَ بالكتاب، وتخيل بأنك تكذب، لا عيب في الكذب، امضغ خبزتك،
وقضم ريقك الذي سيُذكِّركَ بها، التفاحة أخرجت آدم من الجنة، وعلى البرتقالة أن تعيده إليها، المخلص آدم قبَّل شفتيها
حين وصلا في نقطة واحدة من التفاحة المأكولة، حينها قال لها: سأسعى لكي تكوني نقية أمام نفسك أولا، ثم
أمام الناس!! لن تكوني المرأة التي ظن الناس بأنها تنتهي ببقعة الدم على الفراش، وصناديق
الزينة الموصودة، وزغاريد العرس الأبدي.. سأذكر جيدا بأني امتطيتُ حصانا بسرج صغير،
وبأني ناصفتك الملح، والطاولة، والحبر، والأسئلة، أنا من صرت برأس حزين حين
أفقتُ على زواجي المخدوع بصورتك دونك، ولكني إيمانا بك سأضاجع صورتك، وسأركض على
الحائط..
------------------------------------
*هامش:
هذا
الرجل لا تكفيه السطور!
حسن
مطلك أديب وشاعر عراقي، كتب أجمل الروايات التي لن
تكرر، فهو منفرد بأسلوبه فيها، كما كتب القصيدة والنثر ومن أهم مؤلفاته: دابادا، قوة
الضحك في أورا، كتاب الحب، وديوان شعري: أقنعه أنا وانتِ والبلاد..
وغيرها من الأعمال. أعدمه النظام البائد بتاريخ 18/7/1990م ولم يتجاوز الثلاثين من عمره! .. ثكلتك يا عراق!!
وغيرها من الأعمال. أعدمه النظام البائد بتاريخ 18/7/1990م ولم يتجاوز الثلاثين من عمره! .. ثكلتك يا عراق!!
وقد
كتبتُ هذا النص بعد قراءتي لأعماله وإعجابي الكبير لما خلفه من تركة
أدبية رائعة، فوجدت نفسي أحفظ شيئا مما كنت أقرأه وقد
خلطته بما أملاه علي الوحي.. لذا عنونت النص بـ : أو كما قال حسن مطلك!
------------------------------------
*نشرت
في مركز (النور) بتاريخ 6/3/2010م.
بلقيس الملحم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق