28‏/08‏/2010

4 قصائد / حسن مطلك

قصــائـد

حسن مطلك


الأقنعة

الشاعر: شخص كتبَ قصيدة عظيمة ثم أضاعها.

أُنظر:
" هيجل " رجلٌ عظيم،
لأنه أضاع الفلسفة
ولم يجدها " غاستون باشلار "،
لأنه نظرَ إلى السقف بوضع مقلوب،
.. لأنه فكرَ بالتفكير ..
لأن المهزلة لم تزل قائمة.

فقد ماتوا جميعاً ..

فقط، أولئك السوفسَطائيون،
رجالٌ أضاعوا المعرفة،
لأنهم لم يتحدثوا عنها أبداً
.. إنهم عظماء
فقد اعترفوا مبكراً
بأن صوت العصفور يعلو
على أرسطو.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

أسماء الليل

أعتقدُ بأنني أحبكِ
* * *
السماوات مرتفعة،
والنباح يصعد من الأرجاء.
النقيق في البِركِ،
وحين تعوي الذئاب تكون تلك الساعة وقتاً ليقظة الحشرات.
الشرُ فكرة، والحبُ غريزة الخبز
وما على المرء غير البكاء بين العمودين.
للحرية طعم أسود كالشجر،
والأنثى انعتاق من الربوبية والشيطان.
.. أيها البرد الموجب،
النقيق،
الألم في الرأس :
مَن منا يعلم بشفاء الآخر ؟
ومَن ذا الذي يمجد رفيقه في الصلوات ؟
لقد سقط القمر في المستنقع،
حيث بدأ نشيد الضفادع.
لقد سقطنا في الفراش .. كلٌ يمجد جرحه
إنما : البرقُ،
والحفيفُ،
والشهوة،
والعزفُ من أسماء الليل.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

قصة الريف

حَط الجراد على النارِ
فالحقائب والحاسبات
والنسوة والنعاج والفأس
هناك المنجل ذو النصل،
وحمدان شوكة أمام التلفاز
هناك التجاعيد والمنحدرات..
يحدثُ أن ننقسم بالتحية اثنين
نعاهدنا بالرجوع إلينا كلما ضيعتنا الشوارع
فالمرأة شوك
والسرير عظام النوافق
والجراد عزيز كالقهوة
أما النعجة ..؟
* * *
حمدان فينا
تحط الحقول على كتفيه
فيحلم بالأمَزون
حمدان تلك المراعي القصيّة، بيض القطا،
………………………………………
…………………………………..
……………………………….
………………………..
………………..
………….

ــــــــــــــــــــــــــــ

عـشـتار

عشتار .. يا ابنتي..
.. من المنفى البعيد
أكتبُ القصيدة المحطمة.
إليكِ يا سيدة الشواطئ الجميلة ..
وبابل القديمة تحاصرها الرياح والعساكر ..
إليكِ يا صغيرتي اشتقتُ
مُذ نُفيت ..
إلى عناق أمكِ الحبيبة " أفروديت ".
عشتار .. عشتار
لقد نأى الصغار كلهم،
.. لقد نأى الصغار
يا عشتار.

من رسوم حسن مطلك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
* حسن مُطلك (1961 ـ 1990) كاتب ورسام وشاعر عراقي. ولد سنة 1961 في قرية سُديرة شمال العراق. أنهى دراسته الجامعية سنة 1983 حاصلاً على شهادة البكالوريوس في التربية وعلم النفس من جامعة الموصل. أقام عدة معارض للفن التشكيلي وحاز على جوائز في القصة القصيرة وأصدر مع مجموعة من أصدقائه في الجامعة مجلة (المُربي)، عمل أستاذاً في معهد المعلمين في كركوك ومديراً لعدة مدارس إعدادية. نشر سنة 1988 روايته (دابادا) التي تعتبر قمة أعماله الأدبية. أُعدم شنقاً بتاريخ 18/7/1990 الساعة السابعة مساءاً، لاشتراكه في محاولة لقلب نظام الحكم الدكتاتوري مما جعل بعض المثقفين يصفونه إثر ذلك بأنه (لوركا العراقي). ومن أعماله: قوة الضحك في أورا (رواية)، الأعمال القصصية، كتاب الحب.. ظلالهن على الأرض (مذكرات ويوميات في العشق)، أقنعة .. أنا وأنتِ والبلاد (شعر).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نشرت في مجلة (إلـى) بتاريخ 26/8/2010 م.

ليست هناك تعليقات: