16‏/01‏/2025

حسن مطلك: حكاية لوركا العراق/ شوقي كريم حسن

 

 

حسن مطلك: حكاية لوركا العراق بين الطين والحلم

شوقي كريم حسن

كادر فيلم: دابادا... صرخة حسن مطلك

مدير التصوير: أحمد الهلالي، العراق

موسيقى: خالد كاكي، بلجيكا

مونتير: صافي داووي، العراق

ترجمة: علي سالم، النرويج

أرشيف ومتابعة: د. محسن الرملي، إسبانيا

سيناريو وإخراج: علي ريسان، السويد

فيلم (دابادا) للمخرج علي ريسان عن الشهيد حسن مطلك مشروعًا عميقًا ومؤثرًا يستحق التوقف عنده، للتأمل في حياة هذا المثقف الاستثنائي الذي انتهت حياته مبكرًا، لكن أثره لا يزال حاضرًا. يمكننا تحليل الفيلم من عدة زوايا تلقي الضوء على رسالته وأبعاده الفنية والإنسانية. يظهر أن الفيلم وكاتبه ومخرجه علي ريسان يسعيان إلى توثيق حياة حسن مطلك كجزء من ذاكرة العراق الثقافية، في مواجهة محاولات تزييف التاريخ وتغييب الشخصيات الحرة والمبدعة. الرسالة الأساسية تتجاوز الحكي عن شخص بعينه لتلامس قضايا إنسانية أعمق: الصراع بين الحرية والقمع، وبين الإبداع والسلطة. إنه دعوة للتأمل في مصير المثقفين الذين حاولوا إعادة تعريف معنى الإنسانية في سياقات قاسية.

الفيلم يبدو وكأنه يسير على خطى الرواية الأدبية، حيث يمتزج الحكي بالشعر والرمزية. استخدام التفاصيل الصغيرة مثل المكتبة الطينية، والقرية المنسية، وموهبته في الرسم والخط والتمثيل، يجعل السرد حميميًا وإنسانيًا. هذا الأسلوب يمنح الفيلم عمقًا ويجعله قريبًا من المتلقي، وكأنه دعوة للتواصل مع حسن مطلك كإنسان، قبل أن يكون شهيدًا أو رمزًا وبطلًا مأساويًا كلاسيكيًا، يمثل نموذجًا للإنسان الذي يحترق ليضيء طريق الآخرين.

شخصيته تتأرجح بين الحالم بالحرية والمبدع المتمرد الذي يدين الحرب، وبين الضحية الذي تنبأ برحيله المبكر. هذه الأبعاد تمنح شخصيته جاذبية درامية، خاصة عند ربطها بتجربته الأدبية في (دابادا) و(قوة الضحك في أورا)، التي تظهر كمرآة تعكس مأساته الخاصة. من خلال الإشارة إلى أن الفيلم أخرجه فنان مُغترب، يبدو أن هناك تركيزًا على الصورة كوسيلة أساسية للسرد. قد تكون المشاهد التي تصور المكتبة الطينية، الطبيعة الريفية، وأدوات حسن الفنية (الرسم، الخط) مليئة بالرمزية التي تشير إلى ثراء شخصيته في مقابل بساطة البيئة التي نشأ فيها.

ربما يستخدم الفيلم التناقضات بين الحياة البسيطة والطموحات الكبيرة لإبراز الصراع الذي واجهه الشهيد. السياق الزمني الذي يغطي الثمانينيات والتسعينيات، حيث الحرب والقمع والاضطراب السياسي، يجعل حياة حسن مطلك شهادة على جيل كامل من العراقيين الذين عاشوا في ظل الخوف والحرب. إدخال هذه الأجواء التاريخية ضمن السرد قد يعمق من تأثير الفيلم، حيث يصبح حسن مطلك رمزًا لهذا الجيل. الفيلم يبدو كما لو كان رسالة حُب ووفاء شخصية منك كصديق مقرب لحسن مطلك، وهو ما يمنحه طابعًا صادقًا وإنسانيًا. من خلال هذا الفيلم، يبدو أنك تسعى ليس فقط لاستعادة ذكرى صديقك، بل لمنح صوته الخالد فرصة لأن يصل إلى الأجيال الجديدة، التي قد لا تعرف شيئًا عنه في ظل "كتّاب السلطة".

مع كل هذا الثقل، يبرز تساؤل عن كيفية تقديم الفيلم للحياة الداخلية لحسن مطلك: هل يمنح المتلقي مساحة للتواصل مع أفكاره؟ أم أنه مجرد استعادة لسيرته؟ هل يترك مساحة للرمزية والتأويل، أم يلتزم بمسار سردي تقريري؟ يبدو أن الفيلم ليس مجرد توثيق لحياة حسن مطلك، بل هو أيضًا احتجاج ضد محاولات تغييب الرموز الثقافية، ودعوة للتأمل فيما يعنيه أن تكون إنسانًا حرًا وسط سياقات سياسية واجتماعية قاهرة.

إنه فيلم عن الإنسان، الحلم، والإبداع الذي يرفض الانكسار. سينما الوثيقة، خاصة عندما تتناول شخصية مثل حسن مطلك، تتحول إلى أكثر من مجرد سرد مرئي للأحداث، بل تصبح وسيلة لإحياء الذاكرة وتقديم شهادة حية تعيد تشكيل الماضي برؤية جديدة. هذا النوع من السينما يتميز بقدرته على المزج بين الحقيقة والفن، مما يجعلها وسيلة فعالة للتوثيق والتأثير العاطفي في آن واحد. الفيلم هنا لا يبدو مجرد تسجيل لحياة حسن مطلك، بل مشروع لإعادة بناء سيرته بشكل يكشف أبعادها الإنسانية والفكرية العميقة.

حياة حسن مطلك الغنية بالرموز والإشارات الثقافية تجعل من الفيلم فضاءً للتعبير البصري والدرامي. المكتبة الطينية، على سبيل المثال، ليست مجرد مشهد عابر، بل استعارة عن قدرة الإنسان على خلق وعيه وسط ظروف تبدو غير مواتية. هذه التفاصيل البسيطة يمكن استثمارها في سينما الوثيقة لتحمل دلالات عميقة توصل رسائل عن مقاومة القمع بالفكر والإبداع. الرسم والخط والتمثيل ليست مجرد مهارات، بل تعبيرات عن شخصية حساسة ومتمردة، تبحث عن طرق متعددة للتعبير عن ذاتها في مواجهة واقع قاسٍ. في سياق سينما الوثيقة، الفيلم يقدم أيضًا فرصة لإعادة بناء الزمن والمكان من خلال الصورة والصوت. المشاهد التي تصور بيئة (سديرة الوسطى)، القرية المنسية، يمكن أن تكون مدخلًا لفهم التناقض بين محدودية المكان واتساع الأفق الفكري لحسن مطلك. هذا التناقض يمكن استثماره لخلق لغة سينمائية تثير التساؤلات عن العلاقة بين الإنسان وبيئته، وعن كيفية تجاوز الحدود المفروضة لتحقيق الحرية الفكرية. سينما الوثيقة تتطلب أيضًا معالجة ذكية للزمن، خاصة عندما تتناول شخصية تنبأت بمصيرها، كما فعل حسن مطلك في (قوة الضحك في أورا). المزج بين لقطات الماضي، سواء كانت أرشيفية أو معاد تمثيلها، وبين شهادات معاصرة من أصدقائه وأفراد عائلته، يمكن أن يمنح الفيلم عمقًا إضافيًا. التركيز على لحظات فارقة، مثل كتابته لقصص تدين الحرب ضمنيًا، أو تحقيقه شهرة أدبية في ظل ظروف قاسية، يمكن أن يبرز تناقضات الزمن الذي عاش فيه وتأثيره عليه.

الأهم في هذا النوع من الأفلام هو الحفاظ على التوازن بين التوثيق الفني والبُعد الإنساني. حسن مطلك ليس مجرد ضحية لنظام قمعي، بل مثال على المثقف الذي حاول أن يعيش بأقصى درجات الصدق مع نفسه. الفيلم يمكن أن يتجاوز البُعد الفردي ليصبح شهادة على حقبة بأكملها، مليئة بالصراع بين الحرية والقمع، بين الطموح والموت. سينما الوثيقة هنا ليست فقط وسيلة لإحياء ذكرى حسن مطلك، بل أداة لاستعادة صوته في وجه محاولات التهميش والنسيان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*شوقي كريم حسن: كاتب وسيناريست عراقي معروف.

https://www.facebook.com/photo?fbid=10162365612424208&set=a.10151713235949208 

*نشر في جريدة (الوطن الجديد) بتاريخ 12-1-2025 العراق.

https://www.facebook.com/profile.php?id=100063789858077&locale=ar_AR

*سينشر أيضاً في مجلة (سينما).

06‏/01‏/2025

فلم: دابادا، صرخة حسن مطلك /علي ريسان

 دابادا... صرخة حسن مطلك

 

كتب: علي ريسان

أصدقائي وأحبتي أهديكم برومو فيلمي الجديد، ديكو دراما، عن سِفر حياة الشهيد الروائي الصديق حسن مطلك، والذي أتناول فيه محطات حياته الثرة والمغايرة، والذي غادر الحياة معدوماً عام 1990 عن 29 عاماً، اِستمر العمل في هذا الفيلم مع نزف الروح والأيام مدة عامين.

شكراً لروح الحبيب الراحل حسن مطلك، الذي كانت روحه النقية تذلل لي مراحل ولادة هذا الفيلم.

شكراً لأخي صديق العمر الكاتب والسينمائي قاسم حميد، الكاتب المسرحي قاسم فنجان.

شكراً للأصدقاء الذين شاركوني ولادة هذا الفيلم.

دكتور محسن الرملي - ارشيف ومتابعة.

أحمد الهلالي - مدير التصوير.

خالد كاكي - موسيقى.

صافي داووي - مونتاج.

علي سالم - ترجمة.

عادل خليل - مدير فني.

شكراً للدكتور احمد فكاك البدراني - وزير الثقافة والسياحة والآثار.

شكراً للدكتور علي رضا - مدير عام الشؤون المالية والإدارية.

شكراً للدكتور جبار جودي - مدير عام دائرة السينما والمسرح.

شكرا ً لإخوتي وأصدقائي في قرية سديرة العظيمة لتعاونهم النبيل مع كاست العمل.

شكرا ً لمدير عام دائرة آثار محافظة صلاح الدين.

إنتاج وزارة الثقافة والسياحة والآثار - العراق. 

فيلم: دابادا... صرخة حسن مطلك

سيناريو وإخراج: علي ريسان

إنتاج 2025 العراق.

وهو رابع أفلامي بعد (الأمكنة المشاكسة، صاعد السلالم، مرثية بزيبز)، ولي في قادم الأيام مشروع فيلم روائي قصير بعنوان (سفر).

*الوطن الغصة الآن، بتاريخ: 4-01-2025 .

https://www.facebook.com/photo?fbid=10162344282654208&set=pcb.10162344283649208

05‏/01‏/2025

فلم عن حسن مطلك / صحافة

 

فيلم عراقي عن الأديب الروائي الشهيد حسن مطلك

متابعة المدى

يدور مجمل الفلم في قرية (إسديرة) مسقط رأس حسن مطلك، ويكشف ببراعة عن خلفيته الثقافية والاجتماعية والجغرافية، وعن نشأته الأولى ومراحل تميزه الإبداعي في الكتابة والرسم، وتضمن الفلم لقاءات أُجريت مع المقربين إليه، من عائلته، شقيقه الدكتور محسن الرملي وشقيقته كاظمية مطلك وابن أخيه كامل أحمد مطلك، ومع أصدقائه حسين العنكود وياسين سلطان ومحمد حسن محمد وصديق طفولته إبراهيم أحمد خلف، وصديقه في كركوك المخرج المسرحي عبدالرزاق محمد عزيز، فيما قام بتمثيل حسن مطلك في طفولته، حفيد شقيقه، الطفل سامح ثروت حسين مطلك، وقد تضمن الفلم أيضاً، ولأول مرة، بعض المقاطع بصوت حسن مطلك نفسه.

يستغرق الفلم خمس وثلاثين دقيقة، مونتاج صافي داوودي، وموسيقى خالد كاكي، وهو من إنتاج وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية ودائرة السينما والمسرح.

يذكر أن ريسان ممثل ومخرج مسرحي وسينمائي، ومن بين أفلامه: (الأمكنة المشاكسة) و(صاعد السلالم) و(مرثية بزيبز)، ويتوقع أن تبدأ عروض ومشاركات هذا الفلم في المهرجانات العربية والدولية مع مطلع هذا العام.

وأشار ريسان أن اغلب المساهمين من المهجر القسري كانوا ضمن كادر فيلم دابادا، صرخة حسن مطلك، ومدير التصوير، احمد الهلالي، العراق، وموسيقى خالد كاكي، بلجيكا، مونتير، صافي داووي، العراق، وترجمة، علي سالم، النرويج، وارشيف، د محسن الرملي، إسبانيا، اضافة الى أن سيناريو الفيلم وإخراجه، علي ريسان، السويد.

ويرى أن السينما العراقية تتقدم ببطء بسبب قلة الانتاج السينمائي، وانعدام التمويل، لكن ذلك لم يمنع السينمائيين العراقيين من المثابرة والعمل بجدية من أجل الحضور الدولي، كما حصل مع المخرج عدي رشيد، عندما صنع فيلما مستقلا وبجهوده الذاتية وتمويل بعض الجهات الاجنبية، هو فيلم (أناشيد آدم) الذي نال عنه جائزة السيناريو في مهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*نشر في صحيفة (المدى)، العدد 5823 بتاريخ 5/1/2025م بغداد

https://almadapaper.net/391406/

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أول فلم عن حسن مطلك 

خاص ـــ كركوك:

أنجز الفنان العراقي علي ريسان فلماً وثائقياً عن الأديب العراقي الشهيد حسن مطلك، بعنوان (دابادا.. صرخة حسن مطلك)، وقد ركز الفلم على سيرة حسن مطلك الإنسانية أكثر من الجانب التراجيدي في حياته ومأساة إعدامه شنقاً عام 1990، كما قال ريسان، الذي قام بكتابة السيناريو وإخراجه.

يدور مجمل الفلم في قرية (إسديرة) مسقط رأس حسن مطلك، ويكشف ببراعة عن خلفيته الثقافية والاجتماعية والجغرافية، وعن نشأته الأولى ومراحل تميزه الإبداعي في الكتابة والرسم، وتضمن الفلم لقاءات أُجريت مع المقربين إليه، من عائلته، شقيقه الدكتور محسن الرملي وشقيقته كاظمية مطلك وابن أخيه كامل أحمد مطلك، ومع أصدقائه حسين العنكود وياسين سلطان ومحمد حسن محمد وصديق طفولته إبراهيم أحمد خلف، وصديقه في كركوك المخرج المسرحي عبدالرزاق محمد عزيز، فيما قام بتمثيل حسن مطلك في طفولته، حفيد شقيقه، الطفل سامح ثروت حسين مطلك، وقد تضمن الفلم أيضاً، ولأول مرة، بعض المقاطع بصوت حسن مطلك نفسه.

يستغرق الفلم خمس وثلاثين دقيقة، مونتاج صافي داوودي، وموسيقى خالد كاكي، وهو من إنتاج وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية ودائرة السينما والمسرح.

يُذكر أن ريسان ممثل ومخرج مسرحي وسينمائي، ومن بين أفلامه: (الأمكنة المشاكسة) و(صاعد السلالم) و(مرثية بزيبز)، ويتوقع أن تبدأ عروض ومشاركات هذا الفلم في المهرجانات العربية والدولية مع مطلع هذا العام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*نشر في موقع (صوت العراق) بتاريخ 1/1/2025م

https://www.sotaliraq.com/2025/01/01/%d8%a3%d9%88%d9%84-%d9%81%d9%84%d9%85-%d8%b9%d9%86-%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d9%85%d8%b7%d9%84%d9%83/

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سديرة دابادا 

بغداد: الصباح

يستعد الفنان العراقي المغترب علي ريسان، لبطولة فيلم عن حياة الروائي الشهيد حسن مطلك. وقال ريسان لـ "الصباح": لم يكن ضابطاً روائياً فقط، إنما انضم إلى التنظيم المدني، وأنا كنت ضمن خليته في كركوك ومعنا الأديب الراحل محمود جنداري، مؤكداً: الفيم سيتناول حياته من محور الإبداع؛ لأنه لوركا العراق وصاحب الرواية الشهيرة دابادا، القائمة على هذيان غير مفهوم.. شكلت ظاهرة عند صدورها نهاية الثمانينيات.

وأضاف: سيكون شقيقه الروائي محسن الرملي، صاحب روايتي "تمر الأصابع" و"حدائق الرئيس" الرائي للفيلم، الذي تصور أحداثه في قريتهم سديرة والقلعة الآشورية التي يفصلها نهر دجلة عن القرية، لافتاً: أعد للفيلم منذ عام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*نشر في صحيفة (الصباح) العراقية، بتاريخ 25/9/2024م

https://alsabaah.iq/103179-.html

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

علي ريسان:

فيلمي مستمدّ من روح حسن مطلك، المُطلَق في الريح.. قصيدة سينمائية

 

من مقابلة أجراها: علاء المفرجي

في رصيد علي ريسان، المخرج العراقي المقيم في السويد، أفلامٌ روائية قصيرة، كـ"الأمكنة المشاكسة"، عن ذاكرة الأنصار الشيوعيين في شمالي العراق، و"صاعد السلالم"، عن ذاكرة أبناء قلعة كركوك أربخا، والوثائقي "مرثية بزيبز"، عن وجع النازحين العراقيين بسبب الحرب مع "داعش".

أنجز أخيراً "دابادا.. صرخة حسن مطلك"، عن حياة الأديب حسن مطلك (1961 ـ 1990). ويتهيأ لإنجاز جديده "بياض"، الذي سيُصوّره بين محافظة كركوك وإحدى قرى محافظة السليمانية.
هنا حوار "العربي الجديد" معه:

*ماذا عن جديدك "دابادا.. صرخة حسن مطلك": فكرته؟ موضوعه؟

ـــ منذ أكثر من عامين، أوثّق سفر لوركا العراق، الأديب والروائي الشهيد حسن مطلك. لكنّي كنت أُصدَم بالوعود الكاذبة، وبقلّة حيلتي. إلى أنِ التقيت الدكتور أحمد فكاك البدراني، وزير الثقافة، الذي بادر إلى دعم المشروع بمبلغٍ أعانني على تكملته، علماً أنّي ساهمت في إنجازه من حسابي الخاص.
إنّه دوكودراما، يتناول حياة مطلك منذ طفولته، إلى شهادات عنه. أتطرّق إلى تفرّده منذ أنْ كان صبياً، وإلى أسلوبه المغاير في الكتابة، فهو يمزج مناهل فنية عدّة في قصصه.

*يعني أنّك تتناول جانباً من سيرته، علماً أنّك اخترت عنوان رواية له لتكون عنوان الفيلم ("دابادا"، 1988 ـ المحرّر)؟

ـــ الروائي الراحل جبرا إبراهيم جبرا قال عن "دابادا" التالي: "لم أكنْ أتصوّر أنّ كاتب هذه الراوية العظيمة في سنّ العشرينيات. إنّها رواية مغايرة". اخترت دابادا عنواناً للفيلم، مُضيفاً إليه "صرخة حسن مطلك"، لأنّ اسمها اقترن به، هو الذي كتبها بأسلوب مغاير. إنّها تمرين روائي جديد في الواقعية. أضف أنّ مطلك تنبّأ برحيله قبل بلوغه 30 عاماً في رواية "قوة الضحك في أورا" (صدرت طبعتها الأولى عن "دار دون كيخوته" في دمشق عام 2003، أي بعد إعدامه شنقاً في 18 يوليو/تموز 1990 بتهمة مشاركته في محاولة انقلاب ضد النظام الحاكم ـ المحرّر). الراحل صديقي. كنا معاً قبل اعتقاله بثلاثة أيام. ظلّ رحيله غصّة في روحي، وما زالت. لذا، آثرت التوثيق له ولجميع الشهداء الأحرار. هذا جزء من الوفاء لحياته ومنجزه الثري، هو الذي يُكنّى بلوركا العراق.

فيلمي هذا مستمدّ من روح حسن مطلك، المطلق في الريح. ربما سيكون قصيدة سينمائية، إنْ جاز لي التعبير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*نشر في صحيفة (العربي الجديد)، العدد 3786 بتاريخ 12/1/2025م

https://www.alaraby.co.uk/printedarchive?date=2025-01-12#araby-0/1

 

https://www.alaraby.co.uk/entertainment_media/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%B1%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AD-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B7%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B5%D9%86%D8%B9%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%8B-%D9%88%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9

عن الشخصية في قصة عرانيس حسن مطلك /عبدالرحيم محمد

 بناء الشخصية في قصة عرانيس لحسن مطلك 

بحث مُقدم إلى مجلس كلية التربية حويجة، قسم اللغة العربية

جامعة كركوك / العراق

وهو جزء من متطلبات نيل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية

بحث مُقدّم من قبل: عبدالرحيم محمد رميض عبدالله

بإشراف: أ. م. د. أياد جوهر عبدالله

2024م

https://www.facebook.com/abdalrhem.mohamd

الباحث عبدالرحيم محمد

20‏/09‏/2024

رسائل وحوارات حسن مطلك / إيهاب مسعد

 

حسن مطلك: أنا معلم نفسي.. رسائل وحوارات 

كتب: إيهاب مسعد

صدر حديثاً عن منشورات تكوين ودار الرافدين، كتاب “أنا معلم نفسي.. رسائل وحوارات” للكاتب حسن مطلك، من إعداد وتحرير الدكتور محسن الرملي، وذلك ضمن سلسلة “مرايا كتاب”.

يشمل الكتاب كل الحوارات التي أُجريت مع الأديب والرَّسام العراقي حسن مطلك، وبعض رسائله إلى الأهل والأصدقاء، ورسائل أصدقائه إليه. كما يلمسُ القارئ ذلك بنفسه، حيث أنها كلها تنطوي على أهمية خاصة، من حيث قيمتها الأدبية الجَمالية والتفكيرية الثقافية والوثائقية المباشرة.

كما تكشف لنا تلك الرسائل والحوارات عن الوجه الآخر لصاحبها، عن الأفكار والمشاعر، المشاكل والأحلام، عمَّا هو خارج نصوصه الإبداعية، وعن بذور تلك النصوص ومؤثراتها، وهي شهادة على زمنه أيضًا، حيث تنتمي إلى مراحل مختلفة، منذ بداياته، قبل بلوغه العشرين، وحتى العام الأخير من حياته.

تحفل مواد هذا الكتاب بأفكار ومواضيع مختلفة، منها ما يتعلق بالعائلة والحُبِّ والصداقة والكتابة والحرب والريف والمدينة والفن والأدب والموت والحياة، وشؤونها بشكل عام، كما سنتعرف على حسن مطلك الإنسان والفنان في حالات مختلفة… وهكذا فهي تضيء الكثير لقرَّاء ومحبي ودارسي أعمال وسيرة هذه الشخصية المبدعة، وتدرج نضجها وتشكيل رؤيتها للذات والعالم.

وقد قام شقيقه الدكتور محسن مطلك الرملي بإعداد وتحرير هذا العمل، موضِّحًا باختصار ما يفي بالتعريف بكل مادة فيه، ومن أهم أعمال حسن مطلك (1961–1990)؛ رواية «دابادا»، ورواية «قوة الضحك في أُورا»، وكتاب «العين إلى الداخل» (يوميات وقصائد)، و«الأعمال القصصية الكاملة»، و«كتاب الحُبُّ… ظِلالُهنَّ على الأرض» (مذكرات)، و«الكتابة وقوفًا… تأمُّلات في فن الرواية» (تأمُّلات).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*نشر في موقع (المصري، الوطن والمواطن)، بتاريخ 14/9/2024م

https://www.elmasre.com/10905/%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d9%85%d8%b7%d9%84%d9%83-%d8%a3%d9%86%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d9%84%d9%85-%d9%86%d9%81%d8%b3%d9%8a-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d9%88%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa.html?fbclid=IwY2xjawFWJpVleHRuA2FlbQIxMAABHfMcv6UHFQrObZIUgbXofIZjILNmVq9hiQjpLiRSjhduAS8_waLiVXJLIw_aem_gMAwGbaO4w88L9A17XMUuA

https://takweenkw.com/book/92452/single

29‏/08‏/2024

حسن مطلك يمزج لوركا وكنفاني/ محمد الحمامصي

 

حسن مطلك كاتب عراقي يمزج بين لوركا وكنفاني

قصص حسن مطلك نصوص لا تمنح نفسها بقراءة واحدة

محمد الحمامصي

كتب المبدع العراقي الراحل حسن مطلك (1961 ـ 1990) في القصة والرواية والشعر كما قدم أعمالا في الرسم، فكان المبدع متعدد الأوجه، ورغم حياته القصيرة فقد ترك إرثا هاما خاصة من كتاباته القصصية التي يستعيدها شقيقه محسن الرملي في الأعمال الكاملة الجديدة التي تضم نصوصا لم تنشر لمطلك سابقا.

يعد الكاتب والرسام العراقي الراحل حسن مطلك (1961 ـ 1990) واحدا من أهم الأصوات الأدبية الحداثية التي برزت في العراق، في ثمانينيات القرن العشرين، ويطلق عليه البعض تسمية لوركا العراقي. هو صاحب رواية “دابادا” التي عدها النقاد من بين أهم الروايات العراقية التي ظهرت في العقدين الأخيرين، لما تميزت به من فرادة على صعيدي الشكل والمحتوى، وقد أعدمه شنقا النظام الدكتاتوري السابق في العراق بتاريخ 18 يوليو 1990 بتهمة اشتراكه في محاولة قلب النظام.

الكاتب والروائي العراقي محسن الرملي شقيق حسن مطلك أعد الأعمال القصصية الكاملة لشقيقه لتصدر أخيرا عن دار المدى، كاشفا في تصريح خاص بـ”العرب” عن أنه سبق له وأن جمع في كتاب، نشر في بيروت عام 2009، الأعمال القصصية التي كان قد نشرها شقيقه في حياته.

ويضيف “لكن هذا العمل أكمل وأشمل، لأنه يضم كل أعماله القصصية، أي التي نشرها والتي لم ينشرها، بما فيها أولى محاولاته القصصية، الأمر الذي سيمتع وسينفع أكثر؛ القراء والباحثين والدارسين والمتتبعين لأدبه وسيرته، ويعينهم على استيضاح المزيد عن مناخاته وشخصياته وطبيعة نمو وتطور مراحل أسلوبه، والمواضيع التي تناولها في كل مرحلة، ورؤيته لها”. 

قصص من الواقع

يوضح الرملي “هذه مجمل القصص القصيرة التي أبدعها حسن مطلك صاحب الروايتين المعروفتين ‘دابادا‘ و‘قوة الضحك في أورا‘، هي شاهد على تميزه في القصة، كما تميز في الرواية، فكان أحد الأصوات المهمة في القصة العراقية، نال فيها جائزتين وترجمت بعض نصوصه إلى لغات أخرى. بعض هذه القصص قد سبق نشرها في الصحافة الثقافية أثناء حياة الكاتب وأغلبها لم يسبق نشره، فقمت على جمعها وإعدادها”.

وقسم الرملي الأعمال القصصية الكاملة إلى أربع مجموعات: “صرير المحراث” والتي تضم القصص الأولى، البدايات التي كانت بمثابة تمارين على الكتابة، “الحب هو الركض على حائط” وهي القصص الخاصة بموضوعة الحرب، “أبجد حسن هوز” وتناولت مواضيع شتى، من بينها قضايا المرأة والحب والكتابة والتقاليد الاجتماعية والفن والفلسفة والوجود، مصاغة كلها بأسلوب ولغة حسن مطلك الرفيعين ورؤيته العميقة والخاصة والمرهفة تجاه كل ما يتطرق إليه. وأخيرا “ربع ساعة جنون” وهي أقاصيص قصيرة جدا وقصة للصغار وحكاية شعبية ومسرحية ناقصة.

ونقل الرملي عن حسن مطلك؛ قوله “إن القصة أرض خصبة لبذر الأفكار. ليست القصة مجرد وسيلة لإيصال حدث أو واقعة حياتية معينة، إنها مشروع لهدم العادة. أسلوب منتقى للكشف عن جانب من جوانب الحقيقة، والاقتراب بالمعنى الإنساني من معناه، لكي نعرف أننا كنا على قيد الحياة وما زلنا، ونعرف أن هناك جوانب كثيرة في حياتنا يمكن أن نعتز بها، حتى الجوانب الضئيلة. لأجل تكون الوعي التاريخي البنائي، إننا لم نأت من عدم. وعلينا أن نتعود (كقصاصين) أن نتأثر بروايات الآخرين عن أنفسهم، وندرب أنفسنا على طريقة تلقي (الحكي) بنوع من التعاطف والتأثر والاهتمام، دون إهمال للتفاصيل التي نرى أحيانا بأنها لا تعنينا. بالتحديد؛ تصفية كذب الناس، باعتباره إضاءة لجانب الخيال الاجتماعي الذي يجعل الحياة أقل قسوة”.

ويرى الرملي أن “جل قصص حسن مطلك كان يستقيها من الواقع الذي عاشه في القرية والمدينة والجامعة والحرب، وكان ينصحني بذلك قائلا، كما في إحدى رسائله “حاول أن تستفيد من حالات الواقع وتطورها وتستعير منها رموزا، إذا أردت كتابة قصة رمزية. أو تسجل الحوار اليومي العادي في حالة القصة الواقعية”.

ويضيف الرملي “كان حسن مطلك المثقف كثير القراءة وله خصوصيته في استخراج الرؤية من النصوص التي يقرأها وطبيعة تأويله لها ونقدها. وأكثر قراءاته كانت في الفلسفة وهو لا يتردد في مناقشة أعقد الأطروحات الفلسفية مع أي شخص بمن في ذلك البسطاء من الفلاحين ممن كان بعضهم يلقبونه بين الجد والسخرية بـ‘الفيلسوف الدفين‘. وهو ميال إلى الفلسفة المثالية أو الأصح الإنسانية أكثر من ميله إلى المادية أو الميتافيزيقية”. 

لوركا وكنفاني

يتابع أن مطلك كان “يميل إلى أفلاطون والسفسطائيين وهيغل وسارتر وهو شديد الإعجاب بالمتشائم شوبنهاور وبنيتشه الذي يحفظ الكثير من أقواله. وكان من عادة حسن أن يحفظ عن ظهر قلب النصوص التي تعجبه لغة أو بناء أو رؤية. ومن ذلك أذكر أنه يحفظ قصة ‘البومة في الغرفة البعيدة‘ لغسان كنفاني والفصل الأول من رواية ‘الصخب والعنف‘ لوليم فولكنر، وهو الفصل المتعلق بشخصية المعتوه بنجي، وتأثيره واضح تماما على حسن في دابادا في شخصية شاهين. كما يحفظ قصيدة لوركا ‘الزوجة الخائنة‘. فهل أطلق عليه أصدقاؤه ألقاب لوركا العراقي وكنفاني العراق لإعجابه بهما وحفظ نصوصهما وتشابه نهاياتهم العنيفة?

يشير الرملي إلى أن قصص حسن مطلك ورواياته تحفل بالرموز أيضا، وذلك بحكم الفترة التي كتبت فيها، وهي فترة الدكتاتورية والرقابة الشديدة حتى على الكلام المنطوق، فكيف بالمكتوب، لكنه كان يحرص على قول ما يريد قوله، بشتى الطرق والأساليب، ومنها الرمزية والتجريبية والاشتغال واللعب اللغوي الفريد، ولهذا؛ فهو حين وجد حرية قلمه محاصرة حد الاختناق، شارك عمليا في محاولة جريئة وخطيرة لتغيير نظام الحكم، وكان يردد مقولة لسارتر، مفادها: أن على الكاتب الذي يفقد حرية قلمه، أن يحمل البندقية للدفاع عنها، ولكن المحاولة قد فشلت، وانتهت بإعدامه مع رفاقه.

ويقول “مازلت أنبهر كلما أعدت قراءة أي نص له، وكل نصوصه بلا استثناء، لا تمنح نفسها من قراءة واحدة عابرة، وإنما سيكتشف القارئ لها، مع كل قراءة جديدة شيئا جديدا. لقد تعلمت منها الكثير وما زلت أتعلم”.

وأخيرا يؤكد الرملي أن “هذا الكتاب يستحق أن يكون في مكتبة أي قارئ مهتم بفن القصة بشكل عام، وبالقصة العراقية والعربية بشكل خاص، ففيه نصوص رائعة ومختلفة ومتميزة شكلا ومضمونا”. 

شذرات من: الأعمال القصصية

من قصة: رَبطة عُنق بنفسجيّة

*يجب ألا تكون الستائر منقوشة، أريدها قاحلة.

*تتغيّر بتغيّر المواسم. أعلم أن الربيع سيأتي، تعرِف؟ لونه أخضر.

*أنتِ تكرّسين الفصول. ليس ثمة إنسان يُحب فصلاً ويريده أن يطول إلى ما لا نهاية، الإنسان مَلول بالطبع.

*بَكَت، فقمتُ من مكاني. لبستُ الربطة على الحَر. الربطة البنفسجيّة. قمتُ وقبَّلتها. بلَّلَت قميصها بالدمع، الدمع مع الكُحل، فاستبدَلَته.

*قلت مخاطباً الجدار وأنا منكسر، شبه منكسر: لا أُبصِر إلا مكاناً عَدَماً، ورأس امرأة مصبوغ، وربطة رجُل بنفسجيّة.. الفراغ، الفراغ خلفَ الآجر المدهون بألوان البَرق.

*قالت: تُكلّم نفسك؟! قلت: أُغازلكِ.

*عندما يكون الغزل جهراً، يكون كذباً.

من قصة: رُبع ساعة جنون

*لدي حلّ، ليمارس كل منكم الجنون لمدة ربع ساعة يومياً، وليفعل ما يشاء بلا تحفُّظ.

*أخيراً، يقوم أحدهم، فيقتُل صاحب الفكرة، وهو في غمرة جنونه.

من قصة: أنا أَشُدُّ.. وأنتِ تَشُدّين

*أُريد أن أُعاقِب نفسي لأنها جَنَت على الكثيرين... هكذا أنظُر في المرآة.

*سأموت إن لم أحصل على سيجارة.. أُريد أن أحتَرِق، أُريد أن أبدأ الشوط الثاني من العذاب. جَرّبتُ إبرة الخياطة.. ورأس المقص والملعقة.. عبثاً.

*إن بي رغبة عارمة في أن أكون مجنوناً.

*المهم أن أُصبح مجنوناً، أو أجلس في الزاوية، وأغوص في المقعد، لا أتكلم مع أحد.. لأخرَسُ عاماً بكامله، لأقرأ حتى الموت.. أو لا أقرأ على الإطلاق، لأهرُب من الجامعة، لأضيع في الدروب والمتاهات. أُمزِّقُ دفتر المذكرات، وأُعطي لكل طالب في القاعة ورقة، ثم أسألهم: هل جرَّبَ أحدكم أن يعيش مثل عذابي؟!

*ليعلم كل الناس أنكِ قتلتِ فيّ الحياة.. إلى الأبد...

*اليوم الذي لا أراكِ فيه، هو يوم السعادة عندي.. أو هو يوم اللا عَذاب، لأني بعيد عن السعادة.. أو هو يوم العذاب المُخَفَّف لأني بعيد عن اللا عَذاب

*مازلتُ غارقاً في سحابة الدخان وأشمئز كلما نظرتُ إلى وجهي في المرآة.

*كنتُ أبكي، وكان المطر الذي أحببته يضايقني، فقررتُ أن أبدأ الشوط الثاني من عذابي.

*كنتُ أعلَم أنها النهاية.. لآمالي، وأعلَم أني أُواري ما حلِمتُ به عُمراً ثراه.

*رأيتُ في ضحكتكِ الموت من أول وهلة، ولمستُ النهاية قبل أن تتكلمي.

*قلتِ: أنا طموحة، لا أُريد أن أرتبط بأحد، أو أن يُقيّدني أحد.

*أمنحك الحرية بحبي.

*بقيتُ أشد.. وأنتِ تشدين، حتى توتَّر حبل صِلتنا تماماً، وسمعنا أنه يوشِك أن ينقطِع.

*هَزمتكِ، لأني أُدافع عن الحُب، عن الحق وأنتِ تدافعين عن باطل.

**أُحبكِ حتى لو بعد ألف حُب وألف فشَل.

*كان يومي مُرّاً، وإني وإن كنتُ لا أُميّز فيما إذا كان أَمرّ يوم لي معكِ، لأن أيامي كلها مُرّة.

*لقد عاهدتُ نفسي أن أُعذبها.. لكن صعب عليّ عذابكِ.. فأُعاهدكِ ألا أُعَذِّب نفسي.

من قصة: أبجد حسن هوّز

*ثمة أماكن تسوق المرء إلى الاعتقاد بأنه صار حاد الذكاء دفعة واحدة.

*النهر يذكرني بوعكة حياتية حدثت حينما بدأت أتعلم لأول مرة طريقة نصب القامة لأجل قتال العالَم.

*أحلام المنقطعين تتحوّل إلى فقاعات.

*إننا ثابتون.. والنهر يمضي. إننا نمضي نحو مصب الزوال العام.

*أشعر بغصة حين تنطح موجات النهر حافة الصخور، وتنتثِر، هكذا، كقفزات عقرب الساعة.

*تُغذي الموجة نفسها كورطة عاطفية ثم تأتي كدبيب اللمس اللامؤدَّب.

*مَن الذي جلس هنا، عند النهر، قبل عشرة فيضانات؟ رجل ما. امرأة ما.

*قبل ألفي سنة. كانت الكتابة أسهل من عَض التفاح، لأن الرأس البشري كان جزيرة عذراء.

*صوت الريشة على الورق كصوت القُبلة في الظلام.

*كتابة بلا ألم.. كتابة بلا معنى.

*أحب القصص لأجل ألا تضيع الحقيقة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*نشر في صحيفة (العرب)، العدد 13234 بتاريخ 29/8/2024م

https://alarab.co.uk/%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D9%85%D8%B7%D9%84%D9%83-%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D9%8A%D9%85%D8%B2%D8%AC-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D9%88%D9%83%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%86%D9%8A

https://alarab.co.uk/sites/default/files/2024-08/12_25.pdf